يعرف مشروع تكوين المواهب الصاعدة في كرة القدم، الذي خرج إلى الوجود بموجب عقد شراكة موقع في غشت الماضي بين الجامعة الملكية لكرة القدم والمكتب الشريف للفوسفاط وبعض مؤسسات القطاع الخاص، تعثرات كثيرة أدت إلى نتائج مخيبة للآمال بالنسبة إلى مجموعة من آباء وأمهات المواهب الكروية التي التحقت بمراكز التكوين التابعة لبعض النوادي الكبرى، والتي أهملت دراستها تماما، مقابل التشبث بحلم أن تصبح مثل نجوم كرة القدم العالميين، وهو حلم قد يتحول إلى مجرد سراب، في غمضة عين.

استياء وتخوفات من نجاعة المشروع وفعاليته

وحسب مصدر جيد الاطلاع، فإن العديد من المواهب، خصوصا من فئة 2008 و2009 و2010 الملتحقة بمركز تكوين ناديي الوداد والرجاء، حصلت على نقاط ومعدلات كارثية، وصلت إلى 3 على عشرين في بعض الحالات، ما أدى إلى استياء الكثير من أولياء الأمور الذين بدؤوا يطرحون أسئلة كثيرة حول نجاعة هذا المشروع وفعاليته بالنسبة إلى مستقبل أبنائهم.

المصدر نفسه، أكد، في اتصال مع “آش نيوز”، أن هذه النتائج الدراسية الكارثية تعود بالأساس إلى عدم تعاون النوادي من أجل تنظيم توقيت التداريب مع توقيت الدراسة، إضافة إلى غياب المراقبة والصرامة داخل مراكز التكوين، كما تنص على ذلك الشراكة الموقعة، لضمان استدامة هذا المشروع وتعزيز الاندماج المجتمعي للشباب وتطوير قيم الرياضة، خاصة أن جل المواهب داخل هذه المراكز، بعيدة عن أهلها وذويها.

200 مليار سنتيم

وحسب المصدر، فإن الشغل الشاغل لهذه المواهب، أصبح هو أن يصيروا لاعبين محترفين يحملون قميص إحدى الفرق الكبرى، في الوقت الذي أصبحت الدراسة آخر همهم، علما أن الحظ لن يحالف جميع من تم اختيارهم للانخراط في مراكز التكوين، ليلتحقوا بفرق احترافية، وهو ما يهدد مستقبل البعض منهم ويهدد نجاح المشروع، ويلزم الإدارة التقنية المسؤولة عن هذا المشروع، بإعطاء تقارير منتظمة ومفصلة حول الطريقة التي تدبر بها مراكز التكوين والنتائج المحصلة، خاصة في ظل وجود مدراء تقنيين أجانب، تم تعيينهم من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

وتم، بموجب الاتفاقية المذكورة، إحداث صندوق خاص لتمويل وتطوير التكوين والرفع من مستوى المواهب الكروية الصاعدة، قدرت ميزانيته ب 200 مليار سنتيم، على مدى عشر سنوات، بمعدل 20 مليار سنتيم سنويا توزع على مجموعة من الفرق الوطنية التي ستعمل على تطوير مراكز تكوينها وتمكين أطرها من التنقيب على مواهب كروية للاستفادة من برنامج “دراسة ورياضة”.