خلال القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الأفريقي المنعقدة في أديس أبابا، صوت القادة الأفارقة لصالح محمود علي يوسف، الدبلوماسي الجيبوتي البارز ووزير الخارجية السابق، بحيث حصل على أغلبية الثلثين، أي 33 صوتا من أصل 49 دولة يحق لها التصويت، ليتولى منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي خلفا للتشادي موسى فقي. وقد فاز يوسف بعد منافسة شديدة مع كل من رايلا أودينغا من كينيا وريتشارد راندرياماندراتو من مدغشقر، محققا الأغلبية المطلوبة من أصوات الدول الأعضاء.

ويعد يوسف من أبرز الشخصيات المؤثرة في المشهد الدبلوماسي الأفريقي، حيث خدم لفترة تزيد عن عقدين في وزارة الخارجية بجيبوتي. وتميز بدوره المحوري في إدارة القضايا الإقليمية، خصوصا في منطقة القرن الأفريقي، ما منحه خبرة عميقة في التعاطي مع الملفات الأمنية والتنموية الحساسة.

تحديات كبرى تنتظر الرئيس الجديد للمفوضية

ويتسلم محمود علي يوسف مهامه في وقت تواجه فيه القارة الأفريقية أزمات معقدة، لعل أبرزها التوترات الأمنية في منطقة الساحل والقرن الأفريقي، إضافة إلى التحديات الاقتصادية المرتبطة بالتغيرات العالمية. كما يشكل تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية رهانا أساسيا لتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول القارة.

وفي كلمة ألقاها عقب انتخابه، أكد الرئيس الجديد التزامه بتعزيز دور الاتحاد الأفريقي في حل النزاعات، وتطوير آليات العمل المشترك بين الدول الأعضاء، فضلا عن دفع عجلة التنمية المستدامة وفق رؤية أجندة 2063 الرامية إلى تحقيق نمو شامل وتحسين مستويات الرفاه الاجتماعي في القارة.

انتخابات نائب الرئيس واختيار مفوضين جدد

إلى جانب انتخاب رئيس المفوضية، شهدت القمة إجراء انتخابات لاختيار نائب رئيس المفوضية، المنصب الذي كان مخصصا هذه الدورة لإقليم شمال أفريقيا، إذ تنافس عليه مرشحون من الجزائر والمغرب وليبيا ومصر. كما تم انتخاب أربعة مفوضين جدد، في حين تأجل اختيار مفوضين آخرين إلى الدورة القادمة للمجلس التنفيذي المقرر عقدها في يوليو 2025.

يذكر أن مفوضية الاتحاد الأفريقي تعد الجهاز التنفيذي الأهم في الاتحاد، حيث تتولى مسؤولية تنفيذ السياسات والبرامج التي يتفق عليها القادة الأفارقة، علاوة على تمثيل الاتحاد في القضايا الإقليمية والدولية.

ومع وصول محمود علي يوسف إلى رأس مفوضية الاتحاد، تترقب الأوساط الأفريقية والدولية خطواته المقبلة لمجابهة التحديات الملحة وتحقيق تطلعات شعوب القارة.