آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV18 مارس 2025 - 10:05

الحافظي يحلل أبعاد تفكيك خلية إرهابية وعلاقتها بالجزائر.. فيديو

أكد أن المغرب أصبح لاعبا أساسيا في إستراتيجيات محاربة الإرهاب عالميا وهو ما يجعله هدفا للجماعات المتطرفة

إحسان الحافظي

في إطار الجهود الأمنية المستمرة لحماية المغرب من التهديدات الإرهابية، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية (بسيج)، قبل يومين، من تفكيك خلية إرهابية تنتمي لتنظيم “داعش”، كانت تنشط في تسع مدن مغربية. هذه العملية كشفت عن أسلحة وذخائر في منطقة نائية على الحدود الشرقية للمغرب، مما أثار تساؤلات حول طبيعة التهديدات الإرهابية التي تواجهها المملكة ومدى ارتباط هذه الشبكة بجهات خارجية.

ولتسليط الضوء على هذه القضية، استضاف “آش نيوز” إحسان الحافظي، الباحث الأكاديمي والخبير الأمني، الذي قدم قراءة تحليلية حول دلالات هذا التفكيك الأمني وأبعاده وتداعياته.

ترسانة الأسلحة والذخيرة على الحدود الشرقية.. مؤشرات تواطؤ خارجي؟

أكد إحسان الحافظي أن العثور على هذه الأسلحة في المنطقة الشرقية يحمل بصمات تواطؤ عدة أطراف، موضحا أن هذه المنطقة لها تاريخ طويل في تهريب الأسلحة إلى الداخل المغربي.

وحسب الخبير الأمني، يمكن قراءة هذا التواطؤ من خلال عدة مؤشرات، أولها أن المنطقة المعنية حدودية مع الجزائر، التي لديها سجل طويل في تهريب الأسلحة إلى المغرب، إذ يمكن استحضار أحداث أطلس آسني في مراكش بداية التسعينات، وقبلها عمليات تسليح وتجنيد معارضين سياسيين. وهي الممارسات التي تعكس أسلوب عمل استخباراتي معروف، مستورد من تجارب بعض الدول الشيوعية.

وأوضح الحافظي أن طبيعة المحجوزات تعكس بعدا آخر لهذه القضية، إذ أن بعض الأسلحة كانت ملفوفة في جرائد صادرة في دولة مالي، وهو ما اعتبره نقطة تثير الحذر الشديد، لأن هذا الأسلوب أحيانا يهدف إلى التمويه أو محاولة إلصاق التهمة بطرف آخر، مشيرا إلى التصريحات الرسمية لدولة كمالي، التي اتهمت الجزائر برعاية الإرهاب ودعم جماعات مسلحة في شمال مالي.

امتدادات الخلية في منطقة الساحل.. خطر متصاعد على الأمن المغربي؟

وأورد إحسان الحافظي أن التحقيقات كشفت عن ارتباط هذه الخلية بدول الساحل، مما يعكس استمرار النشاط الإرهابي في هذه المنطقة وتأثيره على الأمن المغربي، مضيفا أن هذه الخلية هي الرقم 41 منذ  2016، أي منذ تأسيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وهو ما يدل على أن العمل الأمني بالمغرب لم يكن ظرفيا، بل هو نتاج إستراتيجية قائمة على تتبع دقيق للحركات الإرهابية.

وأشار الخبير الأمني إلى أن المغرب أصبح يمتلك ذاكرة استخباراتية متطورة تمكنه من رصد تحركات الجماعات الإرهابية في محيطه الجغرافي، لا سيما في منطقة الساحل، التي تعتبر مجالا أمنيا حيويا للمملكة.

الضربات الاستباقية.. مفتاح النجاح الأمني المغربي

وحول تقييمه لإنجاز المكتب المركزي للأبحاث القضائية في تفكيك هذه الخلية، أكد إحسان الحافظي أن العملية تعكس نجاح النهج الاستخباراتي المغربي القائم على الضربات الاستباقية، بحيث أن هذه ليست معزولة، بل تأتي في إطار إستراتيجية متكاملة تعتمد على التدخلات الأمنية المتزامنة، وكذلك على تفكيك ما يعرف بظاهرة “الذئاب المنفردة”.

كما أشار الباحث والخبير إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجهه المغرب وشمال إفريقيا هو تصاعد الجرائم العابرة للحدود، والتي تشمل تهريب الأسلحة وتمويل الإرهاب واستقطاب المقاتلين من مناطق النزاع.

التكنولوجيا والتجنيد الإلكتروني.. تحول خطير في أساليب الإرهاب

وفي حديثه عن تطور أساليب الجماعات الإرهابية، أوضح إحسان الحافظي أن التنظيمات المتطرفة أصبحت تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لاستقطاب الشباب وإعداد مشاريع إرهابية، فمنذ 2016، تم توقيف نحو 400 شخص في المغرب بسبب تحريضهم على الإرهاب أو إعدادهم لمخططات تخريبية عبر الإنترنت، مضيفا أن التنظيم الإرهابي لم يعد اليوم بحاجة إلى تمويل ضخم، بل يعتمد أكثر على شبكات الاستقطاب الرقمي والروابط العائلية.

وقال الخبير، في حواره مع الموقع، إن الجماعات المتطرفة تحاول استغلال التكنولوجيا الحديثة في التخطيط والتجنيد، وكذلك في إخفاء أنشطتها، مما يجعل التصدي لها أكثر تعقيدا ويتطلب جهودا استخباراتية مكثفة.

التعاون الإقليمي والدولي.. ضرورة لمواجهة الإرهاب العابر للحدود

وفي معرض حديثه عن التحديات الأمنية في شمال إفريقيا، شدد إحسان الحافظي على أن المغرب أصبح اليوم لاعبا رئيسيا في الاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب، فهو عضو في مجموعة التركيز الإفريقي لمكافحة الإرهاب، وهو أيضا رئيس المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ويحتضن مكتب الأمم المتحدة لتدريب قوات مكافحة الإرهاب في إفريقيا، إضافة إلى أن المملكة تعتمد نهجا متكاملا يشمل التعاون الأمني مع دول الجوار، إلى جانب الشراكات مع القوى الدولية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسبانيا، والتي تعتبر المغرب ركيزة للاستقرار في المنطقة، وهي كلها عوامل تجعله هدفا مستمرا للجماعات المتطرفة.

ويرى إحسان الحافظي أن تفكيك هذه الخلية الإرهابية الأخيرة لم يكن مجرد نجاح أمني، بل هو تأكيد على تطور القدرات الاستخباراتية المغربية في مواجهة التهديدات الإرهابية، لأن المغرب اليوم، يملك ذاكرة استخباراتية قوية، وموارد بشرية وتقنية تساهم في تفكيك الخلايا الإرهابية بشكل دقيق. وختم حواره بالقول “تفكيك هذه الخلية يثبت أن المصالح الأمنية المغربية قادرة على مواكبة التحولات التي تعرفها الظاهرة الإرهابية إقليميا ودوليا”.

Achnews

مجانى
عرض