استجابت الجالية المسلمة في مدينتي سبتة ومليلية لنداء الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، واتخذت قرارا بعدم ذبح الأضاحي هذا العام، تأكيدا لوفائها للعرش العلوي والتزامها بالتوجيهات الملكية، التي جاءت مراعاة للظروف المناخية والاقتصادية التي أثرت على قطاع الماشية.

قرار ملكي يحظى بتأييد واسع

وجاءت هذه الاستجابة عقب الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى الشعب المغربي في 26 فبراير الماضي، حيث دعا إلى عدم القيام بشعيرة الأضحية هذا العام، نظرا لتراجع أعداد الماشية بفعل الجفاف والتحديات الاقتصادية. وأكد العاهل المغربي في رسالته أن عيد الأضحى سنة مؤكدة مشروطة بالاستطاعة، وأن إحياءه في ظل الظروف الحالية قد يشكل عبئا على الأسر، لا سيما ذوي الدخل المحدود.

موقف داعم من المجتمع الإسلامي بمليلية

وفي مليلية المحتلة، أعرب اتحاد المجتمع الإسلامي، برئاسة محمد أحمد موح، عن دعمه الكامل لهذا القرار، حيث أصدر بيانا رسميا يؤكد تأييده للمبادرة الملكية التي تعكس الحرص على التخفيف من الأعباء الاقتصادية على المواطنين. وأشار الاتحاد إلى أن الأزمة الاقتصادية والمناخية الحالية تجعل من الصعب على العديد من الأسر توفير الأضاحي، لافتا إلى أن الدين الإسلامي قائم على التيسير، ولا يفرض على المؤمنين ما يفوق إمكانياتهم.

وعي جماعي وتفاعل إيجابي

ويعكس هذا القرار وعي الجالية المسلمة في سبتة ومليلية المحتلتين بضرورة التكيف مع الأوضاع الراهنة، والتصرف بحكمة ومسؤولية بما يتماشى مع تعاليم الإسلام التي تأخذ في الاعتبار المصلحة العامة. كما يعزز هذا الموقف روح التضامن والتآزر بين أفراد الجالية، ويؤكد على ارتباطهم الوثيق بتوجيهات العرش العلوي وحرصهم على الامتثال لما يخدم الصالح العام.