كان سعيد الناصري، رئيس الوداد السابق، متورطا في عملية تداول شاحنات صينية مشبوهة متحصلة من عائدات تجارة المخدرات، كان المهرب المالي المعروف بلقب “إسكوبار الصحراء” قد استوردها من الصين في 2014 (11 سيارة و61 شاحنة) ولم يتمكن من الحصول على شهادة المطابقة الخاصة بتداولها في المغرب، وهو ما دفعه إلى توزيعها على عناصر شبكة الاتجار الدولي في المخدرات التي ينتمي إليها، من بينهم عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، وصهره، وصرافين مغاربة وأجانب، وغيرهم، إضافة إلى الناصري. وهي الشاحنات نفسها التي أثبتت التحريات التي قامت بها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية استعمال بعضها في نقل كمية 40 طن من مخدر الشيرا التي تم حجزها بمدينة الجديدة في 2015.
الناصري ينكر والشهود يؤكدون
وحسب الأبحاث نفسها، فقد كان لسعيد الناصري نصيب من هذه العربات المشبوهة، رغم إنكاره معرفته بها، إذ تسلم 6 منها بمدينة الدار البيضاء، وهو ما أكده أحد الشهود أثناء الاستماع إليه، والذي كان مسيرا في شركة المواطن المالي “الإخوة الفاسي القابضة”، كما أن التحريات توصلت إلى إثبات أن القيادي السابق في حزب الأصالة والمعاصرة، سبق له فعلا أن توصل بست سيارات صينية ترجع ملكيتها إلى الحاج أحمد بن إبراهيم، ثم استغل منصبه كرئيس للمكتب المديري لفريق الوداد البيضاوي وعمل على نقلها والاحتفاظ بها وركنها لمدة طويلة بالمركب الرياضي بنجلون بالعاصمة الاقتصادية، الخاص بتداريب فريق الوداد، قبل أن يتخلص منها فيما بعد بنقلها إلى وجهة مجهولة. وهو ما أكده مجموعة من الشهود الذين تم الاستماع إليهم، ومن بينهم صهر الناصري الذي يعمل مشرفا على إدارة المركب المذكور، وسائق مدرب الوداد السابق، والمكلف بصيانة العشب بالمركب قبل أن يتقاعد، وحارسا أمن خاص كانا يشتغلان بالمركب نفسه، إضافة إلى المكلف بالأمتعة بنادي الوداد منذ 1993 إلى 2019، وكاتبة إدارية بالنادي منذ 1994.
سيارات من نوع “غونو”
العربات المشبوهة نفسها، اقتطفت صورة لها من إحدى حصص التداريب التي كانت تجرى بمركب بنجلون، ظهرت فيها سيارات نفعية بيضاء مستوقفة خلف الملعب بمحاذاة مركز التكوين بالضبط، والتي أفاد جميع المصرحين أنها نفس السيارات التي قام سعيد الناصري بجلبها، ويتعلق الأمر بست سيارات صينية من نوع “غونو”، بعضها ذات قمرة للسياقة فقط مع مساحة مكشوفة مخصصة للبضائع، وأخرى مغطاة بالكامل، جلبها المعني بالأمر في بداية فترة رئاسته لنادي الوداد البيضاوي، ثم ظلت واقفة بالمكان المذكور لمدة قاربت سنة، قبل أن يعطي تعليماته بإبعادها عن محيطه ونقلها إلى وجهة مجهولة، خاصة بعد حجز كمية 40 طن من المخدرات داخل شاحنة من نفس مصدر السيارات المشبوهة، والتي كانت في ملكية “إسكوبار الصحراء”.