في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإداري داخل قطاع التعليم، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن تكليف الإطار التربوي صالح العبوضي بمهام المدير الإقليمي للتعليم بالناظور بصفة مؤقتة، خلفا لمحمد بنعالية الذي تم إعفاؤه من منصبه يوم الثلاثاء الماضي.

قرار في ظرفية دقيقة

وجاء هذا التعيين في سياق حساس، حيث شهدت المديرية الإقليمية بالناظور مؤخرا سلسلة من التطورات التي أثرت على تدبير الشأن التربوي بالإقليم. ومن أبرز هذه القضايا، قضية رئيسة قسم البنايات والتجهيز والممتلكات، التي أدينت بالسجن النافذ لمدة ثلاث سنوات من طرف محكمة الاستئناف بفاس، مما أثر على سمعة المديرية وأدى إلى تزايد المطالب بضرورة إعادة هيكلتها وتدبيرها بفعالية أكبر.

العبوضي.. كفاءة إدارية وخبرة طويلة

ويعد صالح العبوضي من الأطر المخضرمة داخل المديرية الإقليمية للتعليم بالناظور، حيث شغل منصب مدير الموارد البشرية لعدة سنوات، وتميز بمساره المهني الحافل بالمسؤوليات التي أداها بكفاءة واقتدار. ورغم أنه بات قريبا من سن التقاعد، إلا أن اختياره لهذا المنصب ينظر إليه على أنه خطوة لتوفير قيادة ذات خبرة قادرة على تجاوز التحديات الراهنة.

ولم يكن إعفاء محمد بنعالية حدثا معزولا، بل جاء ضمن سلسلة من الإعفاءات التي طالت حوالي 16 مديرا إقليميا على المستوى الوطني. ووفق مصادر مطلعة، فإن هذه التغييرات تندرج في إطار استراتيجية إصلاحية تنتهجها الوزارة لتعزيز الحكامة الجيدة وتحسين مردودية الإدارات التربوية.

رهانات المرحلة المقبلة

ويتوقع أن يواجه العبوضي عدة تحديات خلال الفترة المقبلة، من أبرزها ضمان السير العادي للعملية التعليمية، وإيجاد حلول فعالة للمشاكل التي تعاني منها المؤسسات التعليمية بالإقليم، خاصة تلك المرتبطة بالبنية التحتية والتدبير الإداري والمالي. كما سيكون عليه العمل على إعادة الثقة بين مختلف المتدخلين في الشأن التربوي، وضمان تنفيذ السياسات التعليمية وفق التوجهات الوطنية للوزارة.

وأثار التعيين الجديد ردود فعل متباينة داخل الأوساط التعليمية بالناظور، حيث يرى البعض أنه يمثل فرصة لضخ دينامية جديدة في المديرية، بينما يتخوف آخرون من أن يواجه العراقيل نفسها التي أدت إلى الإطاحة بسلفه، ما لم يتم توفير الدعم اللازم لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

ويبقى التحدي الأكبر أمام صالح العبوضي هو إثبات قدرته على قيادة المديرية بكفاءة خلال هذه المرحلة الانتقالية، والعمل على حلحلة الملفات العالقة، بما يضمن تحسين جودة الخدمات التعليمية بالإقليم وتحقيق الأهداف المسطرة من قبل الوزارة.