خلال التحقيق معه، نفى سعيد الناصري أن يكون قد باع شقة المحمدية إلى الحاج أحمد بن ابراهيم أو أن يكون قد تسلم منه ثمنا لها، بل جزم أنه لم يسبق أن وعده نهائيا بييعها له وأنها ليست في ملكيته ولم يسبق أيضا أن وضعها رهن إشارته أو إشارة مساعده اللبناني وسام، لكن الأبحاث التي قادتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أثبتت عكس ذلك، إذ اتفق المواطن المالي على بيع الشقة المذكورة مقابل دين في ذمته لأحد الأشخاص، والذي تسلم مفاتيحها من اللبناني وسام الذي كان يقيم بها وقتها، بناء على أوامر مشغّله المالي، وظل المشتري الجديد يحتفظ بالشقة لمدة شهرين تقريبا قبل أن يتصل بالناصري، بطلب من “إسكوبار الصحراء”، ويطلب منه توقيع عقد بيع الشقة وتوثيق عملية البيع وتسجيلها باسمه، وهو ما وافق عليه الرئيس السابق للوداد في البداية، قبل أن يبدأ بعد ذلك في مماطلة المشتري الجديد رافضا التوجه معه إلى مكتب أحد الموثقين لإنمام عملية البيع، ثم يخبره بأنه تراجع عن إنجاز العملية لفائدته بسبب وجود مشاكل مالية عالقة بينه وبين المواطن المالي.

شقة المحمدية مقابل فيلا كاليفورنيا

وأشارت الأبحاث نفسها، حسب المعطيات التي توصل إليها “آش نيوز”، أن المواطن المالي، حين كان في السجن بموريتانيا، وكان ذلك في 2017، تواصل معه سعيد الناصري وطلب منه استغلال فيلا كاليفورنيا والإقامة بها بشكل مؤقت، واتفق معه على تسليمه 100 مليون سنتيم عن طريق مساعده اللبناني وسام الذي كان يسكن فيها وقتها، مقابل تمكين هذا الأخير من الإقامة في شقة المحمدية التي اشتراها المواطن المالي قبل السجن ولم يتمكن من تسجيلها باسمه، وهو ما تم فعلا، إذ غادر اللبناني الفيلا بعد أن سلم مفاتيحها للناصري بناء على أوامر مشغله، وتم تخصيص شاحنة لنقل أغراضه إلى شقة المحمدية.

“إسكوبار الصحراء” يتعرض للنصب

وبعد مغادرة اللبناني وسام المغرب، أقامت إحدى عشيقات المالي في شقة المحمدية في انتظار خروجه من السجن، لكن بمجرد إطلاق سراحه ودخوله المغرب، تم اعتقاله وسجنه مجددا في قضية تتعلق بالاتجار في المخدرات، فقام سعيد الناصري باستغلال الوضع وادعى أنه في حاجة إلى الشقة لمدة زمنية محددة، فبعث له بمفاتيحها مع عشيقته التي كانت تقيم بها، غافلا على أنه تعرض لعملية نصب من طرف الناصري الذي استولى على الشقة المذكورة بعد أن سبق للمواطن المالي أن أدى ثمنها نقدا. وهو ما أثبتته اتصالات هاتفية تم رصدها بين المواطن المالي والناصري، رغم نفيه الوقائع المذكورة.