في خطوة دبلوماسية تعزز الموقف المغربي في قضية الصحراء، أيدت لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس البيروفي بالإجماع مقترحا يحث وزارة الخارجية البيروفية على دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل عملي لإنهاء النزاع الإقليمي. وجاءت نتيجة التصويت داخل اللجنة بـ41 صوتا مؤيدا مقابل صوتين معارضين فقط، ما يعكس توافقا واسع النطاق حول المبادرة المغربية.

دعم دولي واسع لمقترح الحكم الذاتي

وجاءت هذه الخطوة بتنسيق بين البرلمانيين ماريا ديل كارمن ألفا برييتو وإرنستو بوستامانتي دوناير، اللذين شددا على أن مقترح الحكم الذاتي، الذي قدمه المغرب عام 2007، يمثل الحل الأكثر واقعية لإنهاء النزاع الذي طال أمده وأثر سلبا على استقرار منطقة المغرب العربي.

وأوضحت ماريا ديل كارمن ألفا برييتو أن المبادرة المغربية تحظى بدعم واسع من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا والبرازيل والشيلي، باعتبارها الإطار الأنسب للتوصل إلى حل سياسي مستدام. كما استشهدت بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2756 الصادر في أكتوبر 2024، والذي أشاد بجهود المغرب واعتبر مقترحه قاعدة قوية لحل النزاع.

المغرب.. قوة استقرار إقليمية وداعم للحل السلمي

من جانبه، أكد إرنستو بوستامانتي أن الجزائر وجبهة البوليساريو أعاقتا، على مدار عقود، أي تقدم في مسار التسوية السياسية، ما أدى إلى حالة من الجمود داخل الأمم المتحدة وإبقاء المنطقة في حالة توتر دائم. وشدد على أن دعم بيرو للحكم الذاتي لا يقتصر فقط على تأييد حل سياسي، بل يعكس التزاما بالاستقرار الإقليمي وتعزيز علاقات التعاون مع شريك استراتيجي مثل المغرب.

كما أشار بوستامانتي إلى أن المغرب يواصل تعزيز مكانته كلاعب رئيسي في السياسة الدولية، مستندا إلى رؤية واضحة تجمع بين الاستقرار والتنمية والتعاون الإقليمي، حيث يمثل مقترح الحكم الذاتي نموذجا يحتذى به في التكامل والتعايش السلمي وفق مبادئ القانون الدولي.

بيرو أمام لحظة اختبار دبلوماسي حاسم

وأشار التقرير إلى أن دعم المبادرة المغربية ينسجم مع التوجهات الدبلوماسية البيروفية الساعية إلى توسيع آفاق التعاون الدولي وتعزيز السلام. فبالنسبة لبيرو، يشكل هذا القرار فرصة لإعادة تأكيد التزامها بالشرعية الدولية وتعزيز علاقاتها مع المغرب، وهو شريك محوري يتمتع بنفوذ استراتيجي في إفريقيا والعالم العربي.

وأكد التقرير أن المملكة المغربية، عبر سياستها الخارجية المتزنة، باتت تقدم نموذجا عمليا في الدبلوماسية الدولية، حيث تجمع بين البراغماتية السياسية والالتزام بقيم السلام والتنمية. ومن خلال دعم الحكم الذاتي، يمكن لبيرو أن تضيف صوتها إلى الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء نزاع طال لعقود، وترسيخ الاستقرار في منطقة حساسة على الصعيدين الأمني والاقتصادي.

دعم متزايد للمبادرة المغربية

ومع تزايد الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي، يتزايد الضغط على الأطراف الأخرى للتخلي عن العرقلة والالتحاق بالمسار الواقعي لحل النزاع. ويبدو أن توجه بيرو نحو دعم الموقف المغربي ليس سوى جزء من دينامية دولية متنامية تعكس اقتناعا متزايدا بعدالة الطرح المغربي وقدرته على تحقيق السلام والتنمية في المنطقة.