في ظل تزايد الحاجة إلى عمال زراعيين في فرنسا، تسعى الشركات الفلاحية الفرنسية إلى الاستفادة من الخبرة المغربية لسد الخصاص الحاد في هذا المجال. وقد أعلنت الوكالة الوطنية للتشغيل وإنعاش الكفاءات بالمغرب عن مجموعة من عروض العمل التي أطلقتها شركات فرنسية، تهدف إلى تشغيل عمال زراعيين مغاربة بعقود موسمية.

فرص عمل برواتب تنافسية في المزارع الفرنسية

ووفقا للوكالة، فإن هذه العروض تهم عقود عمل تمتد لفترة تتراوح بين أربعة وخمسة أشهر، مع رواتب شهرية تتراوح بين 1450 و1800 يورو، تبعا لعدد ساعات العمل الإضافية. وتأتي هذه الفرص في إطار تزايد الطلب على اليد العاملة الزراعية في فرنسا، خاصة خلال مواسم الحصاد وجني الفواكه والخضروات.

شروط التوظيف والخبرة المطلوبة

وللاستفادة من فرص العمل المتاحة في المزارع الفرنسية، تشترط الشركات المعنية توفر العمال المغاربة على خبرة مهنية في المجال الفلاحي، أو التوفر على دبلوم متخصص في الزراعة يؤهلهم لأداء المهام المطلوبة بكفاءة.

كما يعد إتقان اللغة الفرنسية أمرا ضروريا لضمان سهولة التواصل في بيئة العمل، إلى جانب امتلاك رخصة سياقة مع خبرة في قيادة واستخدام الآلات الفلاحية الحديثة، وهو ما يعكس أهمية المهارات التقنية في هذا القطاع.

وبهدف الحفاظ على دينامية الأداء في الأعمال الزراعية، حددت الشركات سن المرشحين في 45 عاما كحد أقصى، لضمان قدرتهم البدنية على تحمل ظروف العمل الفلاحي.

فرنسا تلجأ إلى المغرب لمواجهة أزمة نقص العمال

وتعاني فرنسا من نقص حاد في اليد العاملة الفلاحية، ما دفعها إلى توسيع نطاق البحث عن عمال مهرة من الخارج، خاصة من المغرب، الذي يزود السوق الأوروبية بعمال زراعيين ذوي كفاءة عالية. وتعتبر هذه الخطوة امتدادا للتعاون المغربي الفرنسي في مجال التشغيل الفلاحي، حيث سبق أن استفادت العديد من الشركات الفرنسية من العمال المغاربة خلال المواسم الفلاحية السابقة.

وبالنظر إلى هذه العروض، تبرز فرنسا كوجهة مفضلة للعمال الزراعيين المغاربة الباحثين عن فرص عمل بأجور تنافسية، خاصة في ظل تزايد الطلب على المنتجات الفلاحية والتوسع في استغلال الأراضي الزراعية. ومع استمرار هذه الدينامية، من المتوقع أن تتزايد فرص التشغيل للمغاربة في المزارع الفرنسية خلال السنوات المقبلة.