نزار بركة.. قيادي في التحالف الحكومي في جبة معارض
تصريحاته تجهز على ثقة المواطن وتزيد في تمييع المشهد السياسي طمعا في حكومة المونديال

بدأ نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، المشارك في التحالف الحكومي، حملته الانتخابية مبكرا، وبدأ “يشير” بالتصريحات في عدد من خرجاته الإعلامية، كلها انتقادات للحكومة وسياساتها، وكأنه معارض لها وليس أمين حزب حاصل على ست حقائب وزارية في حكومة عزيز أخنوش.
استهزاء بالرأي العام
وكانت آخر خرجات نزار بركة، التي أثارت الجدل والانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي، مروره أمس (الثلاثاء) في برنامج “نقطة إلى السطر”، الذي تقدمه الإعلامية صباح بنداوود على القناة الأولى، والذي قال فيه إن مستوردي الأغنام والأبقار حققوا أرباحا بلغت 13 مليار درهم على حساب المواطنين، وهو التصريح الذي، بغض النظر عن جانب الصحة فيه من عدمه، يعتبر نوعا من الاستهزاء بالرأي العام، الذي يعتقد وزير التجهيز والماء، مخطئا، أنه لا يستطيع التمييز بين وزير وقيادي في التحالف الحكومي، وزعيم حزب سياسي يمارس المعارضة من قلب الأغلبية، طمعا في حكومة المونديال.
ضربات تحت الحزام
ويبدو أن الأمين العام لحزب “الميزان“، يطبق مع الحكومة التي يحمل إحدى حقائبها، ويشكل حزبه ثالث أركانها منذ تشكيلها في 2021، مضمون المثل الشعبي القائل “يخ منو وعيني فيه”، فرغم أنه يبدي تشبثه بالحكومة، إلا أنه يوجه لها ضربات تحت الحزام في الوقت نفسه، كأي معارض من الصف الأول، يدغدغ مشاعر الشعب بمسوغ “النقد الذاتي” كمرجعيّة وخصوصية وضعها مؤسس الحزب الراحل علال الفاسي، متناسيا أن من شأن مثل هذه السلوكات والتصريحات أن تجهز على الثقة لدى المواطن المغربي في الفاعل الحزبي والسياسي ببلادنا، وتزيد في تمييع المشهد السياسي الوطني.
حملة انتخابية سابقة لأوانها
ورغم أن نزار بركة، قال في حواره المذكور، إن الدخول في حملة انتخابية سابقة لأوانها سيضيع البلاد ويفقده مصداقيته أمام المواطنين وأمام الملك، إلا أن تحركاته الأخيرة تنم عن أسلوب حربائي يفتقر إلى الكثير من الشجاعة السياسية، خاصة في ظل الظرفية الاقتصادية والاجتماعية الحالية، وهي حيلة لن تنطلي على الناخبين الذين أصبحوا واعين ومدركين لخلفية مثل هذه السلوكات، بل يمكنها أن تنقلب عليه وتعود بالوبال على حزبه الذي فقد أساسا الكثير من شعبيته لدى المواطنين، بسبب فضائحه على رأس الحكومات السابقة (النجاة نموذجا)، وبسبب مشاكله الداخلية والخلافات بين تياراته.
سياسة اللعب على الحبلين
كان على وزير التجهيز والماء، ببساطة، أن ينسحب من هذه الحكومة التي لا يتفق مع سياساتها، ويتخندق مع المعارضة بوجه مكشوف ودون مواربة. أما سياسة “جوج وجوه” التي يتعامل بها اليوم، على بعد شهور من الاستحقاقات الانتخابية في 2026، فلا تليق بقيادي سياسي همه مصلحة الوطن والمواطنين أولا، بل برجل انتهازي يهوى اللعب على الحبلين ويتموقع حسب ما تمليه عليه أجندته الخاصة.
تعليقات 0