في ظل تنامي المخاطر البيئية، يواصل المغرب اتخاذ إجراءات استباقية لمجابهة أسراب الجراد الصحراوي القادمة من المناطق الشرقية والجنوبية، والتي تهدد المحاصيل الزراعية والمراعي بشكل مباشر، في وقت تتزايد فيه التحديات المناخية في المنطقة.

أسطول جوي متخصص لمكافحة الجراد على الحدود الجزائرية

وضمن هذه التدابير الوقائية، أعلنت السلطات عن تعبئة أسطول من الطائرات المتخصصة لتنفيذ عمليات رش جوي للمبيدات الحشرية على الحدود الجزائرية، في خطوة تهدف إلى تطويق انتشار الجراد قبل وصوله إلى الأراضي الفلاحية، وذلك حفاظا على الأمن الغذائي الوطني.

ريادة مغربية إفريقية في مواجهة الكوارث الطبيعية

ويعد المغرب من بين الدول الإفريقية الرائدة في مواجهة الكوارث البيئية، حيث يتوفر على أكبر أسطول من طائرات “كنادير” (Canadair) المجهزة للتدخل في حالات الطوارئ البيئية، وعلى رأسها حرائق الغابات، وتسخر هذه الإمكانيات اليوم في مواجهة التهديدات الحشرية التي قد تضر بالاقتصاد الفلاحي.

مختبر وطني لإنتاج المبيدات

ويمتلك المغرب ميزة إضافية تعزز من فعالية تدخله، تتمثل في توفره على مختبر وطني متطور لإنتاج المبيدات الحشرية، بدءا من المواد الخام إلى المنتج النهائي، وهو الأول من نوعه على مستوى القارة الإفريقية، وتصدر منتجاته إلى عدد من الدول الصديقة التي تواجه تحديات بيئية مماثلة.

استراتيجية متكاملة لحماية البيئة

وتسعى السلطات من خلال هذه الجهود إلى احتواء انتشار الجراد الصحراوي القادم من الجزائر، الذي يشكل تهديدا فعليا للموارد الطبيعية والزراعية، وذلك في إطار استراتيجية وطنية متكاملة ترمي إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحصين المنظومة البيئية ضد أي كوارث طبيعية محتملة.