قاصرون يغامرون بالسباحة نحو سبتة وسط أمواج خطيرة
تصاعد مقلق في محاولات الهجرة غير النظامية عبر البحر بسواحل المدينة المغربية المحتلة

تشهد سواحل مدينة سبتة المحتلة في الأيام الأخيرة تصاعدا مقلقا في محاولات الهجرة غير النظامية عبر البحر، أبطالها هذه المرة عشرات القاصرين المغاربة، الذين يحاولون عبور الحاجز الصخري بمنطقة تراخال سباحة، متحدين أمواجا عاتية ومخاطر حقيقية تهدد حياتهم.
محاولات محفوفة بالمخاطر
وحسب ما نقلته مصادر ميدانية لوسائل إعلام محلية، فقد اضطر الحرس المدني الإسباني إلى التدخل بشكل مكثف في عمليات إنقاذ متكررة لعدد من هؤلاء المهاجرين، بعد أن جرفتهم التيارات البحرية القوية. وتزداد خطورة الوضع بفعل الظروف المناخية المتقلبة التي تشهدها المنطقة، والتي وصفها مراقبون بـ”الفخ القاتل”، خاصة في ظل انعدام أي وسائل حقيقية للحماية لدى المهاجرين القاصرين.
ورصدت العناصر البحرية التابعة للحرس المدني محاولات تسلل متكررة، حيث لوحظ أن عددا من هؤلاء المهاجرين يرتدون بدلات غطس ويستعينون بـ”زعانف” لتسهيل السباحة، غير أن سوء الأحوال الجوية والرياح القوية تحول دون نجاح أغلبهم في عبور المياه، وتعقد في الوقت نفسه عمليات التدخل والإنقاذ.
خلفيات سياسية وارتباط بالوضع الميداني
وتأتي هذه المحاولات بالتزامن مع نقاش ساخن في البرلمان الإسباني، حيث تم التصويت، أمس، على مرسوم حكومي جديد يهم نقل القاصرين غير المصحوبين من مناطق تعرف اكتظاظا مثل جزر الكناري وسبتة إلى باقي مدن إسبانيا.
ويرى بعض المراقبين أن الإعلان عن هذا الإجراء ربما شكل دافعا غير مباشر لتزايد محاولات القاصرين المغاربة لبلوغ الثغر المحتل، بحثا عن إدماج محتمل ضمن برامج الاستقبال التي تناقش حاليا على الصعيد الرسمي الإسباني. فيما يشير مسؤولو الحرس المدني إلى أن سوء الأحوال البحرية، واعتقاد المهاجرين بانخفاض الحراسة بسبب الطقس، هما ما شجع هذه المحاولات الخطيرة.
دعوات للتحرك وقلق من تكرار المآسي
وفي ظل تكرار مثل هذه المحاولات، تتصاعد المخاوف من تكرار سيناريوهات مأساوية كتلك التي عرفتها المنطقة في السنوات الماضية، حين لقي مهاجرون حتفهم في البحر أثناء محاولتهم العبور سباحة نحو الثغر المحتل.
وبين واقع مأساوي يعيشه مئات القاصرين المغاربة في مواجهة حلم الهجرة، وديناميات سياسية تعيد ملف الهجرة غير النظامية إلى الواجهة، تظل سبتة على خط التماس بين الأمل والمأساة، حيث تتقاطع الطموحات الفردية مع أزمات السياسات الحدودية.
تعليقات 0