يحل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس بالعاصمة الإسبانية مدريد، في إطار زيارة رسمية تندرج ضمن جولة دبلوماسية موسعة شملت عددا من العواصم الأوروبية، وتهدف إلى حشد مزيد من الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل للنزاع الإقليمي حول الصحراء.

ومن المرتقب أن يلتقي بوريطة نظيره الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، في اجتماع ثنائي يعقد في الساعة الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلي، على أن يعقبه مؤتمر صحفي مشترك في الثانية عشرة والنصف ظهرا.

دعم إسباني متجدد لمبادرة الحكم الذاتي

وسيشكل اللقاء الثنائي مناسبة لتأكيد موقف مدريد الثابت والداعم لمبادرة الحكم الذاتي، الذي كانت الحكومة الإسبانية قد عبرت عنه رسميا في رسالة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس في مارس 2022، واعتبرته “الحل الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لإنهاء النزاع.

وسيتناول الوزيران ملفات استراتيجية، أبرزها تقييم التقدم المحرز في تنفيذ خارطة الطريق المشتركة التي وضعت سنة 2022، وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الهجرة، الأمن، التجارة، والاستثمار، إلى جانب التعبير عن امتنان مدريد للمساعدة المغربية عقب كارثة “دانا” التي ضربت عدة مدن إسبانية، خصوصا فالنسيا.

زيارة ضمن جولة أوروبية داعمة للرباط

زيارة بوريطة إلى مدريد تأتي استكمالا لجولة دبلوماسية قادته إلى عدد من العواصم الأوروبية، من بينها باريس، تالين، كيشيناو، زغرب وبودابست. وقد أسفرت هذه الجولة عن تأكيد جميع الدول التي شملتها على دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.

وسجلت بعض هذه الدول، وفي مقدمتها فرنسا وهنغاريا، مواقف متقدمة تمثلت في توسيع نطاق تمثيليتها القنصلية لتشمل الأقاليم الجنوبية، في خطوة اعتبرت بمثابة اعتراف عملي بالسيادة المغربية على الصحراء.

دعم أوروبي موازٍ للموقف الأميركي

الزخم الدولي المتزايد حول المبادرة المغربية يتقاطع مع الموقف الأميركي الرسمي، الذي يعترف بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، ما يعزز موقع الرباط إقليميا ودوليا، ويقوي دينامية الدبلوماسية المغربية في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.