أثارت نتائج التحقيقات التي أعلنت عنها السلطات المصرية بشأن سلسلة المطاعم الشهيرة “بلبن“، حالة من القلق بين المستهلكين المغاربة، عقب تأكيد وجود فرع لنفس السلسلة بمدينة الدار البيضاء.

وكشفت التحقيقات التي باشرتها الهيئة القومية لسلامة الغذاء بمصر، بتكليف من رئاسة الوزراء، عن اختلالات خطيرة في منتجات عدد من الفروع والمصانع التابعة للسلسلة، بعد تلقي شكاوى من مواطنين أصيبوا بتسمم غذائي، بعضهم أدخل إلى المستشفى في حالات حرجة.

رصد بكتيريا وألوان محظورة ومخالفات في التخزين

وأظهرت التحاليل وجود بكتيريا سامة في بعض المنتجات، يمكن أن تسبب حالات تسمم خطيرة، إلى جانب رصد استعمال ألوان صناعية ممنوعة دوليا، تشكل تهديدا مباشرا للصحة العامة.

كما رصدت السلطات المصرية وجود ممارسات تخزين غير صحية داخل عدد من منشآت السلسلة، تساهم في تدهور جودة المنتجات وتعرضها للتلف، في مخالفة واضحة للمعايير الدولية المعتمدة في مجال السلامة الغذائية.

تساؤلات في المغرب حول احترام المعايير الصحية

وجود فرع لسلسلة “بلبن” بمدينة الدار البيضاء دفع العديد من المستهلكين المغاربة إلى التساؤل حول مدى التزام هذا الفرع بالضوابط الوطنية في ما يخص مراقبة الجودة والسلامة الغذائية، وسط مطالب بفتح تحقيق استباقي من طرف السلطات المختصة.

وينتظر من الجهات المغربية المعنية أن تكثف عمليات المراقبة، لضمان مطابقة شروط النظافة والتخزين والإنتاج، بما يحفظ صحة المواطنين ويمنع تكرار ما وقع في مصر.

مطاعم أخرى تحت المجهر وإغلاق فروع بعد النتائج

ولم تقتصر التحقيقات في مصر على سلسلة “بلبن”، بل شملت كذلك علامات تجارية أخرى مثل “كرم الشام”، و”كنافة وبسبوسة”، و”عم شلتت”، و”وهمي”، وكلها محلات سبق أن تلقت شكاوى من مستهلكين، ما دفع السلطات إلى إغلاق عدد من فروعها بعد صدور نتائج التحاليل.

دعوة لتعزيز الرقابة والتعاون الدولي في المجال الغذائي

هذه التطورات تسلط الضوء مجددا على الحاجة الماسة إلى تشديد الرقابة على سلاسل المطاعم، خاصة تلك التي تعرف إقبالا واسعا، مع تعزيز آليات التعاون والتنسيق بين الأجهزة الصحية على المستوى الدولي، للحد من المخاطر العابرة للحدود التي قد تهدد الأمن الغذائي وسلامة المستهلكين.