انطلقت، اليوم الاثنين بمجلس المستشارين بالرباط، أشغال النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني، بمشاركة وفود من دول عربية وإفريقية وآسيوية. وأجمع المشاركون على أن التنسيق بين دول الجنوب، خصوصا على مستوى البرلمانات والمجالس التشريعية، يمثل أداة رئيسية لمواجهة الأزمات الاقتصادية وتجاوز التحديات الإقليمية والدولية.

ضرورة ملحة للتعاون في ظل الأزمات العالمية

وأكد رؤساء الوفود العربية، في مداخلاتهم، أن التعاون بين بلدان الجنوب أصبح ضرورة حتمية أمام طبيعة التحديات المعاصرة، وعلى رأسها التغيرات المناخية والأزمات الأمنية والاقتصادية المتفاقمة، إضافة إلى التطورات التكنولوجية المتسارعة وتنامي الصراعات الدولية.

وشدد المتدخلون، خلال المنتدى المنظم تحت الرعاية الملكية، على أهمية توحيد الجهود لإرساء شراكات استراتيجية قوامها الحوار والتعاون البناء، من أجل تعزيز مكانة دول الجنوب على الساحة العالمية.

إعادة صياغة الاستراتيجيات التنموية لدول الجنوب

ممثلو الوفود البرلمانية من مصر، الإمارات، قطر، الأردن والبحرين، دعوا إلى ضرورة إعادة صياغة استراتيجيات التنمية في بلدان الجنوب، وتعزيز مرونتها لمواكبة التحولات الدولية المتسارعة.

وأكدوا أن تعزيز التعاون بين دول الجنوب من شأنه تمكينها من التأثير في محيطها الإقليمي والدولي، عبر إقامة شراكات قادرة على تحويل التحديات المشتركة إلى فرص حقيقية للنمو المشترك.

منصة لتعزيز الحوار وتبادل الخبرات

واعتبر المشاركون أن منتدى الحوار البرلماني يشكل فرصة لتبادل الخبرات ومناقشة سبل معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب كونه منصة لإعادة إحياء مفهوم حوار جنوب-جنوب.

كما أبرزوا أن البرلمانات تلعب دورا حاسما كصوت للشعوب وضمانة للاستقرار، بالإضافة إلى كونها رافعة أساسية للتكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي في دول الجنوب.

إمكانيات ضخمة لدول الجنوب في النظام العالمي

وسلط المتدخلون الضوء على المؤهلات التي تزخر بها دول الجنوب، من ثروات طبيعية هائلة وموارد بشرية واعدة، مؤكدين أن استغلال هذه الإمكانيات بالشكل الأمثل سيتيح لها الانضمام إلى مصاف القوى الاقتصادية الكبرى.

كما دعوا إلى ضرورة إقامة مشاريع مشتركة، خاصة في مجالات البنيات التحتية، الصحة، التعليم، والأمن الغذائي، بهدف تعزيز حركة التجارة البينية وتحقيق التنمية المستدامة.

تكامل اقتصادي لمواجهة التحولات العالمية

وفي سياق متصل، شدد المشاركون على أن التحولات الاقتصادية العالمية، وما تشهده من حروب تجارية متصاعدة، تفرض على دول الجنوب تبني خطوات جادة وسريعة لتحقيق التكامل الاقتصادي وفق مقاربة “رابح-رابح”، بما يخدم المصالح المشتركة لدول المنطقة.

واختتم المتدخلون بالتأكيد على دور الدبلوماسية البرلمانية الاقتصادية كوسيلة لتعزيز التعاون بين دول أفريقيا وآسيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، معتبرين أن منتدى الحوار البرلماني يوفر منصة مفتوحة لاستكشاف آفاق الشراكات الاستراتيجية وتبادل التجارب الناجحة بين مختلف شعوب الجنوب.