أبرز محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن المندوبية منذ تأسيسها، خطت بثبات نحو التحديث والإصلاح، واضعة العدالة والكرامة الإنسانية في صلب رسالتها. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في حفل تخليد الذكرى السابعة عشرة لتأسيس المندوبية، الذي احتضنه المركز الوطني لتكوين الأطر بتيفلت.

وأوضح التامك أن السنوات الماضية شهدت تحقيق جملة من المكتسبات والمنجزات رغم تعدد الإكراهات، معتبرا أن هذه النتائج هي ثمرة جهود الإدارة وتفاني موظفيها، الذين بفضل عملهم الدؤوب أصبحت المندوبية نموذجا يحتذى به إقليميا في تدبير الشأن السجني وبرامج إعادة الإدماج.

النهوض بالعنصر البشري محور الإصلاح

وفي كلمته، شدد المندوب العام على أن تخليد هذه الذكرى يستحضر تضحيات ومجهودات الأطر السجنية الذين حملوا المشعل بتفان. وأشار إلى أن إصدار النظام الأساسي الجديد لموظفي السجون يمثل تتويجا لهذه الجهود، إذ يهدف إلى الارتقاء بالمسار المهني، والرفع من التعويضات بما يتناسب مع طبيعة المهام، واستقطاب الكفاءات عبر مباريات تعتمد معايير حديثة، إلى جانب تطوير برامج التكوين لتعزيز جاهزية الموظفين لمواجهة مختلف التحديات.

العقوبات البديلة.. تحدي جديد وفرصة لتعزيز الإصلاح

وتوقف التامك عند المستجدات التشريعية المتعلقة بتنزيل القانون رقم 43.22 بشأن العقوبات البديلة، معتبرا أن هذا التكليف يعزز الموقع المحوري للمندوبية كرافعة أساسية لتنزيل السياسة الجنائية للمملكة. وأكد أن المندوبية ستبذل قصارى جهدها لتأهيل الموارد البشرية المكلفة بمتابعة تنفيذ العقوبات البديلة، مع ضمان التنسيق التام مع السلطات القضائية والإدارية، حفاظا على الأمن المجتمعي وتعزيزا لروح الإصلاح التي تميز هذا التوجه.

حفل تخليد الذكرى.. لحظة وفاء وعرفان

وتميز الحفل بحضور شخصيات بارزة، من بينها الحسن الداكي، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، وأحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وحسن طارق، وسيط المملكة، إلى جانب عبد اللطيف النحلي، عامل إقليم الخميسات.

وتخللت الفعالية عروض مؤسساتية شملت فيلما وثائقيا حول منظومة المؤسسة السجنية، وعروضا لمحاكاة عمليات الحماية والتدخل والدفاع الذاتي، إضافة إلى تكريم عدد من الموظفين المحالين على التقاعد ومنح الأوسمة الملكية للمتميزين منهم، في لفتة وفاء لجهودهم وعطائهم المهني.