كشفت مصالح الدرك الفرنسي عن تنفيذ واحدة من أكبر عمليات حجز المخدرات خلال السنوات الأخيرة، بعد ضبط 9,1 أطنان من الحشيش يوم 22 أبريل الجاري قرب مدينة ليون، إثر عملية سطو نفذها مجرمون استهدفوا شاحنة لنقل المخدرات.

عملية سطو مسلح تكشف شحنة ضخمة

وتعود تفاصيل القضية إلى مساء 21 أبريل، حينما تعرض سائق شاحنة كانت تنقل شحنة الحشيش لاعتداء مسلح داخل محطة وقود بمنطقة فيترول، بإقليم بوش-دو-رون. وأفادت مصالح الدرك أن الجناة تمكنوا من الاستيلاء على الشاحنة والفرار بها، في حادث أكدته مجلة “باري ماتش”.

وعقب الحادث، تلقت السلطات مكالمات مجهولة المصدر قدمت معطيات دقيقة حول موقع الشاحنة، ما مكن فرقة الأبحاث التابعة لدرك ليون (SR) من رصد تحركات مشبوهة داخل منطقة صناعية.

حجز شاحنة مغربية وتوقيف مشتبهين

وفي تطور سريع، تم العثور على الشاحنة المسجلة بالمغرب وبداخلها خمسة صناديق حديدية، منها اثنان مغلقان بإحكام، بينما احتوت الصناديق الأخرى على كميات من الحشيش معبأة بعناية. وأسفرت عملية نوعية نفذتها مصالح الدرك يوم 22 أبريل عن حجز 9,133 أطنان من الحشيش ومشتقاته، قدرت قيمتها السوقية بنحو 72 مليون يورو.

وفي 27 أبريل، تم توجيه التهم رسميا إلى شخصين في هذه القضية، تشمل تهريب المخدرات والسرقة المسلحة ضمن عصابة منظمة، وفق ما صرّحت به المدعية العامة في باريس، لور بيكو، عبر بلاغ رسمي.

من أضخم عمليات الحجز بفرنسا

وتعد هذه العملية واحدة من الأضخم في تاريخ مكافحة تهريب المخدرات بفرنسا، إذ تأتي بعد عملية مشابهة سنة 2019 حين تم ضبط 11 طنا من الحشيش قرب بيزانسون. أما أكبر عملية مسجلة تعود إلى فبراير 1999، حينما عثرت الجمارك الفرنسية على 23,5 طنا من الحشيش داخل مركب صيد يحمل علم لاتفيا قرب سواحل المانش.

ملف معقد وتحقيقات متواصلة

وبسبب تعقيد القضية وحجم الشبكة المحتملة، تم تحويل الملف من القضاء المحلي إلى النيابة الوطنية لمكافحة الجريمة المنظمة (Junalco)، تحت إشراف المديرية العامة للدرك الوطني (DGGN) والمكتب الفرنسي لمكافحة المخدرات (Ofast)، حيث لا تزال التحقيقات متواصلة للكشف عن امتدادات الشبكة الإجرامية.