يعيش يوسف بن دافيد، مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، و”السفير” المفترض للدولة العبرية في المغرب، وضعا معقدا وغير مريح منذ توليه منصبه، وسط أجواء مشحونة وتوترات متزايدة على خلفية المواقف الشعبية في المغرب تجاه سياسة إسرائيل، خاصة بعد تزايد وتيرة المظاهرات الرافضة للتطبيع والداعمة للقضية الفلسطينية.

احتجاجات شعبية تندد بوجوده

وحسب مصادر جيدة الاطلاع، فإن يوسف بن دافيد، منذ تعيينه، لم ينعم بالراحة. بل أصبح يوما بعد يوم، يشعر بأنه تورط في مهمة كان يظن أنها ستساهم في تعزيز مكانته ونفوذه وقوته، لكنها سرعان ما تحولت إلى عبء ثقيل، وسط احتجاجات شعبية متكررة في مختلف مدن المغرب تندد بوجوده وتطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل وإغلاق مكتب اتصالها بالرباط.

منبوذ في محيطه الاجتماعي

شعور العزلة لا يقتصر على محيطه المهني فحسب، بل يمتد إلى حياته الشخصية، إذ أن السفير يعيش منبوذا في محيطه الاجتماعي وحتى في محيطه الدبلوماسي المحدود. أما على المستوى العائلي، فالمعاناة تزداد، حيث ترفض زوجته الأشكينازية القدوم إلى المغرب والعيش فيه، مبررة ذلك بعدم الشعور بالأمان أو الاستقرار في بلد تتزايد فيه مشاعر العداء لإسرائيل، حسب المصدر نفسه، الذي أضاف، في اتصال مع “آش نيوز”، أن هذا الرفض من زوجته يعمق من حجم الضغوطات النفسية والعائلية التي يواجهها يوسف بن دافيد، حيث يعيش حالة من التوتر الداخلي والانفصال الأسري، وسط محاولة يائسة للتوفيق بين دوره الدبلوماسي وعلاقته العائلية التي تزداد تدهورا.

ضغوط سياسية ومعاناة شخصية

كل هذه العوامل تجعل من مهمة يوسف بن دافيد في المغرب واحدة من أصعب المهام الدبلوماسية التي عرفها، حيث تتقاطع الضغوط السياسية والشعبية مع معاناته الشخصية في بلد لم يرحب به شعبيا، علما أنه يهودي إسرائيلي من أصل مغربي.