آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV24 يونيو 2025 - 23:16

الفن والصحافة الاحترافية.. دنيا بطمة نموذجا

فنانون مغاربة ينزعجون من الإعلام المهني المنتقد ويفضلون الدعاية والتطبيل

سميرة بار

في السنوات الأخيرة، بدأت ملامح أسلوب جديد تتبلور داخل الصحافة المغربية، أسلوب أقرب لما نراه في الصحافة الأمريكية من حيث الجرأة، الصرامة، واعتبار الفنان شخصية عامة تخضع للمساءلة والنقد. هذا التغيير لم يرق للعديد من الفنانين المغاربة الذين ما زالوا يتعاملون مع الإعلام كجهاز دعاية وتطبيل، لا كسلطة رابعة لها أدوارها المستقلة. والمثال الأبرز على هذا الصدام تجلى في التعامل العدائي الذي تعرض له طاقم موقع  H News، من طرف الفنانة دنيا بطمة وشقيقتها، بسبب تغطيات صحفية لا تخرج عن الإطار المهني.

تحول الصحافة من مجاملة إلى مساءلة

عندما يبدأ الصحفي المغربي في ممارسة عمله وفق قواعد مهنية صارمة، مستلهما تجربة الصحافة الأمريكية، حيث لا خطوط حمراء تحمي الشخصيات العامة من النقد أو المحاسبة، يصطدم بسرعة بجدار من الرفض والتخوين والاتهام. العديد من الفنانين المغاربة، وعلى رأسهم دنيا بطمة، لم يعتادوا بعد على هذا التحول، ولا يزالون يطالبون ب”صحافة المجاملة”، تلك التي تُطري وتصفّق، لا تسائل ولا تنتقد.

أزمة وعي أم خوف من الحقيقة؟

الصحفي المهني الذي يعمل بموقع H News لم يرتكب جرما سوى أنه قام بواجبه المهني في نقل وتغطية خبر يهم شخصية عامة. الرد من طرف دنيا بطمة وشقيقتها لم يكن ردا قانونيا ولا توضيحا عقلانيا، بل كان تحريضا وهجوما علنيا، امتد لاحقا ليشمل الصحفية نورة الفواري، مديرة الموقع، رغم أن هذه الأخيرة لها باع طويل في الصحافة يتجاوز العشرين سنة، وتعرف بنزاهتها وتوازنها في تغطية الأحداث.
والأخطر من ذلك، أن كل من تجرأ على إعلان تضامنه مع الفواري أو مع طاقم H News، تعرض بدوره للسب أو التهديد أو التشهير، وكأننا في حرب شخصية لا علاقة لها بحرية الصحافة، بل بتصفية حسابات شخصية.

من تغطية صحفية إلى “عداوة عائلية”

المؤسف أن دنيا بطمة، بدل أن تتعامل مع ما يُكتب عنها بذكاء واحترافية، أو أن تستعين بمدير أعمال متمرس يعرف كيف يدير علاقاتها بالإعلام، اختارت شقيقتها لتكون مديرة أعمالها، دون أي اعتبار للدروس السابقة التي أكدت أن العاطفة العائلية لا تصلح دائما لإدارة المسارات الفنية. ومن الواضح أن العائلة بأكملها – ومن يدور في فلكها – اتخذت من التغطيات الصحفية المهنية التي نشرتها نورة الفواري “جريمة شخصية”، وأعلنت العداء التام للموقع وطاقمه.

فن النجومية لا يكتمل دون ضبط النفس

لا أحد ينكر أن دنيا بطمة واحدة من أبرز الفنانات المغربيات في السنوات الأخيرة، ومن نجوم الصف الأول، لكن الموهبة وحدها لا تكفي. فالفنان الحقيقي هو من يعرف كيف يتعامل مع النقد، كيف يرد بالحجج، وكيف يضبط نفسه أمام أي محتوى لا يعجبه. أما التصعيد، والتحريض، وتحويل الإعلام إلى عدو شخصي، فهو سلوك لا يليق لا بفنان ولا بشخصية عامة.

خلاصة القول

إن التغيير الذي تعرفه الصحافة المغربية نحو مزيد من المهنية، لا بد أن يصاحبه وعي جديد لدى الفنانين المغاربة. الصحافة ليست خصما، بل مرآة تعكس الواقع – بكل زواياه. ومن لا يطيق رؤية صورته كاملة، عليه أن يراجع نفسه، لا أن يهاجم الصحفي.

بقلم: سميرة بار (ناشطة إعلامية وسياسية)

Achnews

مجانى
عرض