في خرق خطير للقوانين الدولية، كشفت معطيات ميدانية من منتدى “فورساتين” عن قيام ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية بتنظيم جولات ميدانية مشبوهة لأطفال ويافعين داخل مخيمات تندوف، وذلك في فضاءات عسكرية تضم معدات ثقيلة وأسلحة قاتلة، منها ألغام ودبابات وصواريخ، وسط ترويج ممنهج لخطاب الكراهية والتحريض على العنف.

ووفق المصدر ذاته، فإن الأطفال الذين يفترض أن يكونوا في حجرات الدراسة، يتم اقتيادهم إلى متحف عسكري يزخر بصور ضحايا الحرب والأشلاء والجرحى، في مشاهد صادمة ومروعة تتنافى مع براءة الطفولة. وتعرض عليهم تلك الصور باعتبارها “أمجادا”، ويحرضون على السير على درب آبائهم في ما يسمى بـ”الكفاح المسلح”.

تحريض نفسي وتعبئة أيديولوجية مبكرة

المشرفون على هذه الجولات، بحسب ذات المنتدى، يتعمدون السخرية من خوف الأطفال، ويدفعونهم نفسيا نحو تبني أدوار عسكرية، مع تحميل المغرب مسؤولية كافة المشاهد الدامية، وتشجيعهم على اختراع وسائل قتالية لمواجهة الطائرات بدون طيار التي تتكبد الجبهة خسائر فادحة بسببها.

وتشكل هذه الممارسات انتهاكا صارخا لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقيات جنيف التي تحظر إشراك القاصرين في النزاعات المسلحة. ورغم وضوح التجاوزات، يستمر الصمت الرسمي الجزائري حيال هذه الانتهاكات التي تقع على أراضٍ تحتضنها الدولة الجزائرية، في ظل غياب الرقابة الدولية.

دعوات إلى تدخل أممي عاجل

وفي ظل هذا الوضع، يدعو نشطاء ومنظمات حقوقية إلى تدخل عاجل من طرف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، من أجل وقف استغلال الأطفال في المخيمات لأغراض عسكرية وسياسية، ووضع حد لتجنيد القاصرين وتوريطهم في أيديولوجيا العنف.