اتفاق مغربي موريتاني حول صيد السمك السطحي
يعكس رؤية موحدة لمستقبل القطاع وإرادة مشتركة لبناء تعاون إقليمي ومقاربة عابرة للحدود

أكد محمد الأمين حرمة الله، رئيس الكونفدرالية المغربية لأرباب مراكب ومعامل صيد السمك السطحي، أهمية الدينامية المشتركة التي يجسدها الإعلان المشترك مع فدرالية الصيد البحري المورتانية، الذي وقعته الكونفدرالية في أكادير، والذي يعكس رؤية موحدة لمستقبل القطاع وإرادة من الجانبين، المغربي والموريتاني، لبناء تعاون إقليمي منسق لحماية المصايد المشتركة، خاصة أن صيد الأسماك السطحية الصغيرة، ذو طابع مهاجر، وهو ما يتطلب مقاربة موحدة وعابرة للحدود لضمان استدامته.
من جهته، شدد يحفظه البشير، النائب الأول لرئيس فدرالية الصيد البحري الموريتانية (FNP)، في الكلمة التي ألقاها باسم رئيس الفدرالية حمادي بابا حمادي، خلال اللقاء الثنائي الذي جمع المنظمتان المهنيتان، على أهمية العمل الجماعي، مشيرا إلى أن الحفاظ على هذه المصايد واستغلالها بشكل رشيد يستوجب التنسيق والتعاون المشترك، لوضع وتنفيذ سياسات استغلال تضمن استدامة الموارد لصالح الأجيال الحاضرة والمستقبلية.
تقييم مشترك للتحديات المرتبطة بحماية الموارد السمكية
وقامت الكونفدرالية المغربية لأرباب مراكب ومعامل صيد السمك السطحي وفدرالية الصيد البحري الموريتانية، خلال اللقاء، بإجراء تقييم مشترك للتحديات الرئيسية المرتبطة بحماية الموارد السمكية، والتي تعتبر رافعة استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز التنمية الساحلية والحفاظ على التوازن البيئي في المنطقة. كما تم، خلال اللقاء نفسه، التوقيع على إعلان مشترك خلال اجتماع ثنائي عقد أول أمس (الاثنين) وأمس (الثلاثاء) في الداخلة، والذي يشكل
مرحلة جديدة ومهمة في التعاون المهني بين المغرب وموريتانيا في قطاع الصيد البحري، حسب ما جاء في بلاغ توصل “آش نيوز” بنسخة منه.
ويأتي هذا الالتزام المتبادل في إطار الاتفاق الموقع في 2022 بين المغرب وموريتانيا، والمتعلق بالصيد البحري وتربية الأحياء المائية، واستكمالا لإعلان نوايا أكادير، الموقع في فبراير 2025 بين المنظمتين المهنيتين ضمن فعاليات معرض “أليوتيس”، كما يترجم رؤية موحدة تهدف إلى إدارة مستدامة ومنسقة للثروات السمكية على الساحل الأطلسي الإفريقي، وبالأخص الأسماك السطحية الصغيرة، وذلك في انسجام مع المبادئ والأهداف المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS) ومدونة السلوك للصيد المسؤول التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، حسب البلاغ.
هيكلة التعاون عبر لجنة مشتركة
واتفقت الكونفدرالية المغربية لأرباب مراكب ومعامل صيد السمك السطحي (COMAIP) وفدرالية الصيد البحري الموريتانية (FNP) على إنشاء لجنة مشتركة تعنى بتنظيم التعاون بين الطرفين، من خلال تسهيل التبادل المنتظم للمعلومات العلمية والتقنية والاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالمخزونات المشتركة. وستكلف هذه اللجنة باقتراح تدابير إدارة منسقة ومتكاملة تستند إلى مشورة علمية مستقلة، كما ستتعاون مع مراكز البحث المختصة في البلدين لوضع أنظمة مشتركة للرصد والتقييم، بما يضمن شفافية الإدارة ومسؤوليتها. كما ستسهر اللجنة نفسها على إطلاق مبادرات مشتركة في مجالات التكوين والتوعية لفائدة المهنيين العاملين في القطاع، يقول البلاغ.
دعوة لاعتماد مقاربة مستدامة في إدارة المصايد
وتلتزم المنظمتان المهنيتان بالتنسيق المشترك أمام السلطات المختصة في البلدين، بهدف تعزيز التعاون العلمي والتقني الثنائي في تقييم المخزونات السمكية المشتركة، واعتماد أطر تنظيمية منسجمة تستند إلى التوصيات والمعايير الدولية. كما دعتا إلى تقوية أنظمة المراقبة وتتبع المصيد وعمليات الإنزال، باعتبارها آليات أساسية لمكافحة أنشطة الصيد غير المشروع، مشددتين على أهمية تبني مقاربة إدارية تكيفية ومرنة، تستجيب لتغيرات المخزونات والنظام البيئي، بما يضمن تدبيرا مستداما طويل الأمد، كما تعربان عن رغبتهما في تعزيز التبادل بين المهنيين المغاربة والموريتانيين بهدف نقل المعارف وتقاسم أفضل الممارسات، مع احترام القوانين الجاري بها العمل في كلا البلدين، حسب نص البلاغ.


تعليقات 0