عبرت فعاليات جمعوية من مدينة مراكش، عن استيائها بسبب حوادث الغرق التي عرفتها المدينة وبعض ضواحيها، والتي ذهب ضحيتها شباب ويافعون في مقتبل العمر، بسبب سباحتهم في أماكن غير آمنة وغير محروسة.

وحملت الفعاليات نفسها، في اتصال مع “آش نيوز”، المسؤولية لسلطات المدينة الحمراء، التي لا توفر ما يكفي من المسابح العمومية لسكان مراكش والضواحي، تمكنهم من الهرب من جحيم الحرارة التي تعرف ارتفاعا قياسيا في فصل الصيف، وهو ما يدفع الشباب والمراهقين إلى البحث عن طرق غير آمنة للاستجمام والسباحة، تعرض حياتهم للخطر.

توفير مسابح عمومية بأثمنة مناسبة

وتحدثت الفعاليات الجمعوية، في الاتصال نفسه، عن ضرورة توفير مسابح عمومية بأثمنة مناسبة، وقريبة من جميع المناطق والأحياء الشعبية وغيرها، لتمكين المراكشيين، من جميع الفئات الاجتماعية، من الاستمتاع بأجواء الصيف، بدل قضاء اليوم كله في المنزل بالتكييف في انتظار حلول المساء وانخفاض الحرارة للخروج إلى المنتزهات و”الجرادي”، للترويح عن النفس.

وقال أحد الفاعلين الجمعويين، إن المراكشي البسيط لا يملك الإمكانيات من أجل أن يقضي يومه رفقة أسرته وأطفاله في مسبح تابع لأحد الفنادق، يتطلب الدخول إليه 200 درهما على الأقل للشخص الواحد، دون احتساب مصاريف الأكل والشرب، ولا أن يتوجه نحو بعض المسابح الخاصة التي يقصدها زبناء معينون لأغراض معينة، والتي تقدم لزبنائها الكحول والموسيقى الصاخبة، ولا تليق بالأسر متعددة الأفراد، الراغبين في قضاء لحظات عائلية بسيطة.

حوادث غرق في صيف حارق

وتساءل الفاعل الجمعوي نفسه، عن مآل المسبح البلدي بمنطقة تامنصورت، ضواحي مراكش، الذي لم يتم إنجازه إلى اليوم، بعد الإعلان عن بدء الأشغال قبل خمس سنوات، في الوقت الذي تعرف فيه المسابح القليلة المتوفرة اكتظاظا كبيرا يفوق طاقتها الاستيعابية، مشيرا إلى ان مدينة مراكش التي يقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم، لا يجد أهلها فضاءات تليق بهم من أجل الاستجمام في صيف حارق، وتناسب قدرتهم الشرائية “المضعضعة”.

وسجلت مراكش، الأسبوع الماضي فقط، العديد من حوادث الغرق في صفوف اليافعين والأطفال، وقعت في أماكن غير مخصصة للسباحة، آخرها وقع صباح السبت الماضي، تزامنا مع الاحتفال بعيد الأضحى، حين غرق ثلاث شبان في صهريج مائي تابع لإحدى الضيعات الفلاحية، وتم انتشال جثتهم من طرف السلطات المحلية في مشهد اهتز له الرأي العام المحلي والوطني.