توتر أمني جديد بمخيمات تندوف بعد محاولة فرار مسلحين
الحدود الموريتانية تشهد استنفاراً بعد حادث تسلل فاشل

في تطور أمني جديد يعكس هشاشة الوضع داخل مخيمات تندوف، تدخلت دورية تابعة للجيش الجزائري لإحباط محاولة فرار نفذتها مجموعة مسلحة كانت بصدد التسلل نحو الحدود الموريتانية. الحادث، الذي وقع في منطقة قريبة من تندوف، يسلط الضوء مجددا على الانفلات الأمني الذي تشهده المخيمات الواقعة تحت سيطرة جبهة البوليساريو، المدعومة سياسيا وعسكريا من النظام الجزائري.
وبحسب تقارير إعلامية موريتانية، فإن الحادث ليس سوى حلقة ضمن سلسلة من التوترات التي تعرفها المنطقة، حيث تسود حالة من التسيب الأمني وتراجع هيبة القيادة الانفصالية التي باتت عاجزة عن ضبط الأوضاع. وتشير المعطيات المتواترة إلى وجود تفكك داخلي متزايد في صفوف عناصر الجبهة، بالتوازي مع تصاعد أنشطة التهريب والجريمة المنظمة.
السلطات الموريتانية تتحرك لحماية حدودها
وردا على هذه التطورات، أعلنت السلطات الموريتانية إغلاق منطقة “لبريكة” الحدودية مع الجزائر، وذلك كإجراء احترازي لمنع انتقال الفوضى إلى أراضيها. ويهدف هذا القرار إلى قطع الطريق أمام أي تحركات غير قانونية مصدرها المخيمات التي تحولت إلى بؤرة اضطراب على أبواب الصحراء الكبرى.
الجزائر في موقف حرج
في المقابل، تواجه الجزائر موجة انتقادات جديدة بسبب فشلها في ضبط الأمن داخل منطقة تندوف، حيث تتهمها جهات حقوقية وسياسية بتغذية الفوضى من خلال دعمها المتواصل لجبهة البوليساريو، دون وضع حد للانفلات الأمني الذي بات يهدد أمن المنطقة برمتها.
ويحذر مراقبون من تداعيات استمرار هذا الوضع، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية التي تعرفها منطقة الساحل، ما يجعل من الضروري إعادة النظر في المقاربة الأمنية المعتمدة إزاء تندوف.
مخيمات على صفيح ساخن
وفي ظل هذا السياق المشحون، تبقى المخيمات بمثابة قنبلة موقوتة مهددة بالانفجار في أي لحظة، وسط مؤشرات قوية على انتشار أنشطة تهريب السلاح والمخدرات، ما يضع الأمن الإقليمي أمام اختبار حقيقي ويجعل تدخلًا عاجلًا أكثر من ضروري لضبط الوضع.


تعليقات 0