أطلق عدد من السائقين المهنيين المغاربة نداء استغاثة عاجلا للسلطات المغربية، مناشدين التدخل الفوري لإنقاذ ستة من زملائهم الذين تم توقيفهم منذ ثلاثة أيام في دولة مالي، في ظروف وصفت بالغامضة، دون صدور أي بلاغ رسمي يوضح أسباب الاعتقال أو مكان احتجازهم.

ووفق معطيات متطابقة، فإن السلطات المالية أوقفت السائقين بدعوى “تورطهم في حادث إصابة شخص”، دون تقديم أي تفاصيل إضافية أو مؤشرات حول طبيعة الحادث، كما لم يعلن عن المسار الذي اتخذه التحقيق أو ما إذا كانت هناك ضمانات قانونية لمتابعتهم.

خلفية سياسية وأمنية متأزمة

ويأتي هذا التوقيف في خضم وضع أمني هش تعيشه مالي منذ استيلاء المجلس العسكري على السلطة، وسط تصاعد أعمال العنف وانهيار أغلب آليات التنسيق الأمني الإقليمي، لا سيما بعد انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتراجع الوجود الدبلوماسي الأوروبي والغربي في البلاد.

وقد أدى هذا الوضع إلى تنامي نفوذ الجماعات المسلحة في عدد من المناطق، خصوصا قرب الحدود، حيث يزداد خطر التعرض للاختطاف أو الاستهداف من طرف مليشيات غير خاضعة لأي سلطة مركزية.

دعوات لحماية المهنيين وتأمين الطرق

وحذر مهنيون ونقابيون عاملون في قطاع النقل الدولي من تدهور شروط العمل على مستوى دول الساحل، بسبب غياب الضمانات الأمنية الكافية وارتفاع عدد الهجمات وعمليات السطو على الشاحنات، إضافة إلى انكماش دور التمثيليات الدبلوماسية المغربية، التي باتت عاجزة، وفق قولهم، عن مواكبة الأزمات الطارئة التي يتعرض لها السائقون المغاربة بالخارج.

وطالب المتحدثون بتوفير قناة تواصل فعالة بين القنصليات المغربية والسائقين، وإعداد خطة تدخل عاجلة تشمل تفعيل الحماية القنصلية وتقديم الدعم القانوني والنفسي لأسر الموقوفين.