تتواصل فصول قضية اليد البشرية المقطوعة التي وجدت محفوظة داخل قنينة طبية بشقة سكنية بمدينة القنيطرة، حيث قررت السلطات القضائية إيداع المشتبه فيه الرئيسي السجن المحلي، بعد توجيه تهم ثقيلة له تتعلق بالاحتفاظ بعضو بشري خارج أي إطار علاجي أو علمي، وذلك بموجب القانون 16.98 المتعلق بزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية.

المتهم نجل طبيب معروف وطالب سابق بكلية الطب

وكشفت التحقيقات أن المتورط هو طالب سابق في كلية الطب لم يتمكن من استكمال دراسته، وينحدر من عائلة مرموقة في الوسط الطبي، إذ يعد والده من أشهر مالكي المصحات الخاصة بالمدينة. وقد تم تحديد تاريخ أولى جلسات المحاكمة التفصيلية في 9 يوليوز المقبل، وسط ترقب واسع لمعرفة ملابسات الاحتفاظ بهذه اليد البشرية لفترة طويلة.

وأقر المتهم خلال التحقيقات الأولية بأنه تلقى اليد من طبيب كان مقربا من والده، قبل أن يتوفى منذ عدة سنوات، ما صعب تعقب مصدر العضو بشكل دقيق. وأدلَت سيدة كانت تعمل مساعدة طبية لدى الطبيب المتوفى بشهادة أكدت فيها رؤيتها لنفس اليد داخل العيادة منذ أكثر من ثلاثين عاما، ما يعزز فرضية أن العضو محفوظ منذ عقود، إلا أن المحكمة قررت عدم متابعتها بعدم التبليغ.

التحقيق يطول والد المتهم دون دليل إدانة

وطالت التحقيقات أيضا والد المتهم، وهو مالك المصحة، وابن الطبيب الراحل، لكنهما نفيا بشكل قاطع أي معرفة أو تورط في القضية، لتظل التهمة محصورة في الابن وحده.

وخلال تفتيش شقة المتهم، عثرت المصالح الأمنية على صناديق ووثائق أثارت شبهات حول إمكانية وجود علاقة بين القضية والمصحة العائلية، غير أن التحريات اللاحقة استبعدت وجود أي دليل مباشر يربط بين العينات الطبية المحفوظة وبين نشاط المصحة.

قضية جنائية غريبة تهز الرأي العام

القضية، التي باتت تعرف إعلاميا بـ”قنينة اليد البشرية”، ما زالت تثير العديد من التساؤلات داخل الأوساط الحقوقية والطبية، نظرا لغرابة تفاصيلها وتعقيد مساراتها، في انتظار أن تكشف جلسة التحقيق المقبلة خيوطا إضافية قد تميط اللثام عن هذا اللغز الذي حير الرأي العام المغربي.