أثار مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع جدلا سياسيا واسعا، بعد أن ظهر الوزير الأول الجزائري نذير العرباوي وهو يوجه دعوة صريحة لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز من أجل القيام بزيارة رسمية إلى الجزائر، في مشهد قرأه مراقبون كإشارة واضحة إلى رغبة الجزائر في فتح صفحة جديدة مع مدريد.

العرباوي، الذي بدا وكأنه ينقل موقفا شخصيا من الرئيس عبد المجيد تبون، أكد خلال حديثه مع سانشيز أن الجزائر “تأمل في دفع العلاقات الثنائية قدما”، مشددا على أن هذه الزيارة المرتقبة تعبر عن “رغبة رئاسية”، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين برودا غير مسبوق منذ سنوات.

تحول دبلوماسي بعد أزمة الصحراء

وتكتسي هذه الدعوة أهمية بالغة بالنظر إلى التوترات السابقة التي بلغت ذروتها عقب إعلان الحكومة الإسبانية دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لتسوية نزاع الصحراء، وهو ما دفع الجزائر إلى الرد بإجراءات تصعيدية من بينها سحب سفيرها من مدريد.

ويرى عدد من المتابعين أن الخطوة تعكس احتمال مراجعة الجزائر لأولوياتها الدبلوماسية في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة، خصوصا مع تزايد العزلة الدبلوماسية التي باتت تواجهها في ملفات إقليمية حساسة، مما يجعلها مضطرة لإعادة التموضع من جديد أمام شركائها الأوروبيين.

انفتاح محتمل على شراكة جديدة

في المقابل، يرى محللون أن هذه الدعوة قد تشكل مدخلًا لإعادة بناء علاقات استراتيجية بين البلدين، لا سيما في ملفات الطاقة والهجرة والتعاون الأمني، خاصة وأن الجزائر كانت في السابق من أبرز مزودي إسبانيا بالغاز، قبل أن تتراجع العلاقات بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.