على ضفاف مياه مارتشيكا الهادئة، يواصل النادي البحري بمدينة الناظور، المعروف محليا بـ”الكلوب”، الانتظار في صمت. فقد انتهت أشغال ترميمه منذ سنوات، دون أن يعرف طريقه إلى الافتتاح، ليبقى مبناه مغلقا، كأنما خارج الزمن، ومعزولا عن دينامية المدينة وساكنتها.

ورغم أن إعادة تأهيل هذا الفضاء كان جزءا من مشروع تحديث كورنيش الناظور، فإن تأخر استغلاله يثير استغراب المهتمين والمتابعين، خاصة في ظل غياب أي بلاغ رسمي يفسر سبب هذا الجمود غير المبرر، في وقت تشير فيه معالم البناية إلى أن التأهيل قد اكتمل منذ مدة.

نجاة من الهدم.. ولكن إلى متى؟

في فترة سابقة، كانت أصوات قد تعالت مطالبة بهدم المبنى بدعوى تهالكه، إلا أن حراكا قويا قادته فعاليات مدنية حال دون ذلك، منقذا النادي بوصفه جزءا من الذاكرة التاريخية للمدينة. غير أن الحفاظ على المبنى لم يكتمل بمشروع حقيقي يعيده إلى الحياة، بل بقي هيكلا مغلقا يفتقد للوظيفة والمضمون.

ولا تقتصر تداعيات هذا التوقف على صورة النادي فحسب، بل تمتد لتشمل كورنيش مارتشيكا برمته، الذي خسر عنصرا مهما من جاذبيته. فقد كان يفترض أن يساهم “الكلوب” في تنشيط الحياة السياحية والاجتماعية بالمنطقة، إلا أن الوضع الحالي خلق فراغا عمرانيا وثقافيا أثر سلبا على توازن الفضاء.

مطلب ملح لإعادة فتح النادي

اليوم، تجد ساكنة الناظور نفسها أمام تساؤل ملح، متى يفتح النادي البحري؟ فالمرفق لا يمثل فقط فضاء للترفيه، بل هو أيضا رمز لهوية المدينة البحرية، وقيمة معنوية مرتبطة بتاريخها وتطورها العمراني.

وإن إعادة فتح أبواب هذا الفضاء وإعادة إحيائه باتت ضرورة مستعجلة، من أجل استعادة جزء من ذاكرة المدينة، وضخ حياة جديدة في شريانها السياحي والثقافي، قبل أن يتحول “الكلوب” إلى مجرد أثر صامت في سجل الإهمال والنسيان.