آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV13 يوليو 2025 - 14:28

المغرب يعزز تفوقه الاستخباراتي بأقمار أوفيك 13 الإسرائيلية

صفقة استراتيجية تمنح الرباط قدرة مراقبة فائقة وتفوقا استخباراتيا في شمال إفريقيا

قمر صناعي المغرب

في خطوة وصفت بتحول استراتيجي غير مسبوق في توازن القوى الاستخباراتية بمنطقة شمال إفريقيا، كشف تقرير لمجلة “ديفنسيا” الإسبانية المتخصصة في الشؤون العسكرية، عن دخول المغرب مرحلة متقدمة من التعاون العسكري الفضائي مع إسرائيل، عبر صفقة تهدف إلى اقتناء أقمار صناعية عالية الدقة من طراز “أوفيك 13“.

وتعتبر هذه الأقمار من أحدث ما أنتجته الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، حيث تستخدم تقنية الرادار ذي الفتحة الاصطناعية (SAR)، التي تتيح الرصد الليلي والنهاري في جميع الظروف المناخية، حتى في وجود السحب الكثيفة والعواصف الرملية، مع قدرة فائقة على إنتاج صور دقيقة للغاية بدقة تصل إلى 0.5 متر.

مرحلة جديدة بعد محمد السادس أ وب

وكان المغرب قد دخل عالم الاستشعار الفضائي عامي 2017 و2018 بإطلاق القمرين الصناعيين “محمد السادس – أ” و”محمد السادس – ب”، بتكلفة إجمالية فاقت 500 مليون يورو، بشراكة مع شركتي تاليس ألينيا سبايس وإيرباص ديفنس أند سبايس. ومع اقتراب نهاية عمرهما الافتراضي، اختارت الرباط الانتقال إلى جيل جديد أكثر تقدما من الأقمار العسكرية.

القمر الصناعي “أوفيك 13” يتميز بقدرته على التحليق المتكرر فوق نفس المنطقة خلال اليوم الواحد، واستخدام تقنيات مثل رادار التداخل (InSAR) ورصد التغيرات الدقيقة (CCD)، مما يجعله أداة مثالية للمراقبة العسكرية المتطورة، بما في ذلك اكتشاف التحركات غير المرئية والمركبات الصغيرة والمنشآت تحت الأرض.

وتظهر هذه الصفقة طموح المغرب في الانتقال من مجرد الرصد إلى امتلاك قدرة استخباراتية مستقلة ومتكاملة، تمكنه من مراقبة حدوده مع الجزائر بشكل دائم، خصوصا في المناطق العازلة بالصحراء، إلى جانب رصد الأنشطة غير المشروعة في منطقة الساحل، مثل تهريب الأسلحة وتحركات الجماعات المتطرفة.

دعم بحري ومراقبة السواحل

كما ستعزز هذه الأقمار الصناعية جهود المغرب في تأمين سواحله البحرية، عبر تتبع عمليات الهجرة غير النظامية وشبكات التهريب، من خلال بيانات مباشرة وعالية الدقة، تدعم بشكل فوري وحدات خفر السواحل والأجهزة الأمنية.

بحسب “ديفنسيا”، فإن هذا التحول يعبر عن ميل الرباط نحو تحالفات أمنية غير تقليدية، بعيدا عن الاعتماد التقليدي على فرنسا وأوروبا، ما يثير قلقا متزايدا في باريس وحتى في الجارة الجزائر، التي تعاني من فجوة تكنولوجية كبيرة مقارنة بنظام “أوفيك 13″، ما يضعف قدرتها على مجاراة التطور المغربي.

ورغم ما تحمله هذه الخطوة من تفوق نوعي، إلا أن المشروع يواجه تحديات تتعلق أساسا بـتكلفته المالية الكبيرة، التي تناهز مليار دولار، إلى جانب الحاجة الماسة إلى كوادر مغربية عالية التكوين قادرة على تشغيل المنظومة وتحليل بياناتها، وهو ما تسعى المملكة لمعالجته عبر برامج تدريبية بالشراكة مع إسرائيل.

من حماية الحدود إلى الهيمنة المعلوماتية

وترى المجلة أن المغرب تجاوز هدف مجرد تأمين حدوده، نحو بناء منظومة استخباراتية إقليمية متقدمة، تجعل منه قوة مراقبة وهيمنة معلوماتية على المستوى المغاربي والساحلي، بفضل الاستثمار الذكي في التكنولوجيا الفضائية الحديثة.

وفي هذا السياق، لا يعد اقتناء “أوفيك 13” مجرد صفقة تجارية، بل إعلان رسمي بدخول المغرب نادي الدول التي ترصد وتخطط من الفضاء، ما يضعه في مصاف القوى الإقليمية الصاعدة في المجال الاستخباراتي والعسكري.

Achnews

مجانى
عرض