المغرب يواجه الجراد الصحراوي بحملة رش تغطي 12 ألف هكتار
استراتيجية استباقية بمشاركة الفاو لمنع كارثة زراعية تهدد الأمن الغذائي

في معركة حاسمة ضد واحدة من أخطر الكوارث الطبيعية التي تهدد المنظومة الفلاحية، دخل المغرب منذ شهر مارس الماضي في سباق مع الزمن للتصدي لخطر الجراد الصحراوي، من خلال تعبئة شاملة لموارده البشرية واللوجستية، وذلك بهدف منع تشكل أسراب مدمرة قد تلحق أضرارا جسيمة بالمحاصيل الزراعية وتمس الأمن الغذائي الوطني.
12 هكتار من الأراضي خضعت للمعالجة
ومن قلب الأقاليم الجنوبية والشرقية، أطلق المركز الوطني لمكافحة الجراد عمليات موسعة للرش الأرضي والجوي، استهدفت إلى حدود نهاية شهر ماي الماضي ما مجموعه 12.500 هكتار، باستعمال مبيدات فعالة تراعي الشروط البيئية وتتماشى مع المعايير الدولية للسلامة.
ولم تترك السلطات هذه المهمة للارتجال، بل تم تنفيذها ضمن خطة استباقية محكمة بتنسيق مباشر مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وشبكات الإنذار المبكر، لتفادي تحول البؤر الصغيرة إلى أسراب زاحفة قد تتسبب في كارثة بيئية وزراعية واسعة النطاق.
وزارة الفلاحة ترفع درجة التأهب خلال الصيف
من جهتها، أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية أن حالة التأهب ستظل مفعلة طيلة فصل الصيف، مشيرة إلى أن الخطر لا يزال قائما، خصوصا مع احتمال عبور أسراب الجراد من منطقة الساحل الإفريقي نحو الشمال، في حال توافرت الظروف المناخية الملائمة لنمو وانتقال هذه الحشرات بسرعة.
رهان على الوقاية لتفادي تكرار سيناريوهات سابقة
ويراهن المغرب من خلال هذه الحملة الاستباقية على تجنب سيناريوهات سابقة شهدتها المنطقة، حيث تسببت أسراب الجراد في خسائر جسيمة طالت الزراعة والمراعي، ما فرض ضرورة الاستثمار في تقنيات المراقبة الجوية، وتعزيز قدرات التدخل السريع ميدانيا.
وتأتي هذه الجهود في وقت يتنامى فيه الوعي الإقليمي والدولي بأهمية الوقاية من الكوارث البيئية كمدخل أساسي لحماية الأمن الغذائي، خاصة في ظل ما يفرضه تغير المناخ من تحديات إضافية على النظم الفلاحية الهشة في دول المنطقة.
تعليقات 0