رغم إصراره على نفي أي علاقة له بالسيارات الصينية التي كانت تستغلها شبكة “إسكوبار الصحراء” في تهريب المخدرات وتبييض الأموال الناتجة عنها، إلا أن تصريحات الشهود والمكالمات الهاتفية التي التقطتها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لمجموعة من العمال والمسؤولين بشركة “BIOUi TRaVAUX”، أثبتت واقعة تسلم عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، شاحنات صينية الصنع من المعرض الخاص بالحاج أحمد بن ابراهيم بمدينة الرباط، ونقلها إلى مستودع شركته الموجود بالقرب من السوق التجاري “مرجان” بمدينة وجدة، واستخدامها بمقالع الأحجار التابعة لها، وهي الشاحنات التي كانت من بينها الشاحنة التي ضبطت بها كمية المخدرات بمدينة الجديدة في 2015.

وحسب المعطيات التي يتوفر عليها “آش نيوز“، فإن البحث الذي أجرته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أثبت صحة التصريحات التي أدلى بها تاجر المخدرات الحاج أحمد بن ابراهيم، والتي أفاد من خلالها أنه قام باستيراد 11 شاحنة من الصين قام بتوزيع عدد منها على بعض معارفه، بسبب عدم تمكنه من الحصول على شهادة المطابقة الخاصة بتداولها في المغرب، من بينهم عبد النبي بعيوي، الذي أرسل إليه 7 شاحنات على دفعتين، من بينهما شاحنتين لونهما أحمر، واحدة منهما حجزت محملة بالمخدرات.

طمس الأرقام التسلسلية وتحويلها إلى خردة

وتم حجز خمس شاحنات من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بعد أن حاول عمال شركة بعيوي طمس أرقامها التسلسلية وقطعها إلى أجزاء وتحويلها إلى خردة يسهل التخلص منها، تنفيذا لأوامر مشغلهم وشقيقه عبد الرحيم بعيوي، في الوقت الذي حجزت الشاحنة السادسة في 2015 من قبل عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية وهي محملة بكمية مهمة من مخدر الشيرا. أما الشاحنة السابعة، فتبين من خلال تصريحات أحد السائقين بشركة بعيوي، أنها تعرضت لحادث وانقلبت بأحد الأوراش وتعرضت لأضرار بليغة، قبل أن يتم نقلها بواسطة شاحنة لنقل الآليات إلى مستودع الشركة، دون أن يدري السائق إن كان قد تم إصلاحها أو تفكيكها.

جلب الشاحنات من الرباط إلى وجدة

من جهته، أكد سائق المواطن المالي، في تصريحاته، أن عبد النبي بعيوي سبق له أن زار معرض الشاحنات والسيارات الخاص بشركة تاجر المخدرات المالي، وأبدى اهتمامه بالشاحنات وسأل إن كانت قد حصلت على شهادة المطابقة من السلطات المغربية، مضيفا أنه تلقى صيف سنة 2014، أمرا من مشغله الحاج أحمد بن ابراهيم من أجل إرسال خمس شاحنات إلى الرئيس السابق لجهة الشرق، الذي قام بإرسال سائقيه لقيادتها إلى مدينة وجدة، وتم اللقاء بينهم في الرباط، حيث اكتشفوا أن الشاحنات غير مزودة بالوقود الكافي فقاموا باستدعاء شاحنة صهريجية محملة بالوقود، تخص شركة بعيوي للأشغال العمومية، ثم قاموا بتزويدها، ثم انطلقوا على شكل قافلة، كل على متن شاحنة.

استخدام الشاحنات بمقالع الأحجار بدون لوحات ترقيم

من جانبها، أفادت إحدى المسؤولات بشركة بعيوي للأشغال العمومية، أنها قامت بإنجاز لوائح لتصنيف الموارد المادية للشركة، ومن بينها المعدات والشاحنات، لكنها لم تجد أي معلومات تخص الشاحنات الخمس، سوى أنها توجد بحظيرة الشركة منذ سنة 2015 دون أي معطيات عن تاريخ وصولها ولا ثمنها، مشيرة إلى أنها كانت تستخدم بمقالع الأحجار فقط، وبدون لوحات ترقيم.

شهادة أخرى حصلت عليها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تتعلق بالمسؤول عن السائقين بشركة بعيوي للأشغال العمومية، التي جاء فيها أنه في صيف إحدى السنوات، اتصل به مشغله عبد النبي بعيوي هاتفيا وطلب منه تجهيز خمس سائقين وإرسالهم إلى الرباط من أجل جلب خمس شاحنات من أحد المستودعات بالرباط، إلى وجدة، وهو ما تم فعلا، قبل أن يتصل به أحد السائقين ويخبره بأن وقودها غير كاف لنقلها، فاضطر للاتصال بأقرب ورش تابع لشركة بعيوي بمنطقة عكراش بضواحي مدينة سلا ليتم إرسال شاحنة صهريج لمكان وجود الشاحنات الصينية.