بعيوي وقصة الشاحنات الصينية التي أهداها له “إسكوبار الصحراء”
قال إن طباعه مختلفة عن المواطن المالي الذي كان يحب الشرب والسهر في حين كان يعود إلى منزله في العاشرة

أثبتت مجريات البحث الذي أجرته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الملف المعروف ب”إسكوبار الصحراء“، عدم صحة تصريحات عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، والقيادي بحزب الأصالة والمعاصرة، بخصوص علاقته بالحاج أحمد بن إبراهيم المالي، في مجال الاتجار الدولي في المخدرات، أو بخصوص نشاطه المالي في تبييض الأموال وتورطه في جرائم أخرى، في الوقت الذي تم التأكد من صحة تصريحات المواطن المالي، الذي سبق له أن وجه في 2022، 7 شكايات إلى السلطات القضائية المختصة، عن طريق مكتب الضبط القضائي بالسجن المحلي الجديدة، ضد بعيوي، وإحدى موظفاته التي تدعى سميرة، إضافة إلى صهره وشخص آخر رابع، من أجل الاستيلاء على أموال الغير والنصب، غير أن هذه الشكايات أحيل معظمها على الدوائر القضائية بمدينة وجدة وظلت دون تحريك أي دعوى بشأنها.
شقق السعيدية
وحسب المعطيات التي حصل عليها “آش نيوز“، فإن عبد النبي بعيوي، صرح أنه تعرف على الحاج أحمد بن إبراهيم في 2014 بمدينة السعيدية، حين كان يرغب في شراء سيارة “رونج روفر” كانت في ملكيته، وتعددت اللقاءات بينهما ليخبره المواطن المالي برغبته في شراء شقة سكنية بالمدينة نفسها بدل اكتراء شقة في كل مرة، فاقترح عليه بعيوي بيعه شقة من الشقق التي يملكها في مشروعه السكني، وفعلا اشتراها، وطلب بيعه شققا أخرى، فما كان منه إلا أن كلف المسؤولة التجارية سميرة بالتكلف بهذه العملية، مؤكدا أنه اقتنى ست أو سبع شقق “على حسب علمه”.
شقة المعاريف
وأكد عبد النبي بعيوي، في تصريحاته، أنه رغم لقاءاته المتكررة بالحاج أحمد بن إبراهيم، إلا أن طباعهما وعاداتهما كانت مختلفة، بحكم أن المواطن المالي كان يحب السهر والشرب، في حين كان رئيس جهة الشرق السابق، معتادا على العودة إلى منزله في العاشرة ليلا، مضيفا أنه عرفه على سعيد الناصري، الرئيس السابق للوداد، حين أبلغه برغبته في الاستثمار في المغرب، قبل أن يبلغ إلى علمه أنه استقر في الدار البيضاء، ومشيرا إلى أن المالي اتصل به هاتفيا وطلب منه أن يمنحه شقته المفروشة الواقعة بالقرب من مقهى “Chez Paul” بمنطقة المعاريف، التي سكن بها حوالي شهر ونصف قبل أن يتصل به “السانديك” ويخبره بشكايات الجيران من سلوك الحاج وسهراته التي يقيمها بالشقة، فأمهله مدة زمنية قصيرة من أجل مغادرتها وتسليم مفاتيحها. وقال بعيوي إن الاتصالات الهاتفية ظلت مستمرة بينه وبين المواطن المالي بعد ذلك، لكنها بدأت تقل تدريجيا بعد تعرفه على سعيد الناصري، ثم انقطعت تماما حين اتصل به مرة بعد سنتين أو أكثر، ليخبره أنه مسجون بموريتانيا.
فيلا كاليفورنيا
أما بخصوص فيلا كاليفورنيا بالدار البيضاء التي سكن فيها الحاج بن إبراهيم، فنفى بعيوي علمه بالأمر، مؤكدا أنه سبق له أن اشتراها باسم زوجته السابقة في 2009 قبل أن يبيعها لصهره في 2013، مثلما نفى علمه بأن المواطن المالي استورد شاحنات وسيارات من الصين أو أنه اقتناها منه أو زاره في المعرض الذي افتتحه في الرباط لبيعها، في الوقت الذي أثبت البحث صحة تصريحات الحاج أحمد التي جاء فيها أنه قام باستيراد حوالي 61 سيارة و11 شاحنة من الصين، وحاول مرارا الحصول على شهادة المطابقة الخاصة بتداولها في المغرب لكنه فشل في ذلك بسبب عدم مطابقتها للمواصفات التي تطلبها السلطات المغربية، ما دفعه إلى توزيعها على بعض معارفه، ومن بينهم بعيوي، الذي حصل على 7 منها، كان من بينها واحدة تم حجزها فعلا محملة بكمية من المخدرات في 2015، في حين تم حجز خمس منها بعد أن حاول عمال شركة بعيوي طمس أرقامها التسلسلية وقطعها إلى أجزاء وتحويلها لخردة يسهل التخلص منها، تنفيذا لأوامر رئيسهم وشقيقه عبد الرحيم بعيوي. أما الشاحنة السابعة فتعرضت لحادث بعد انقلابها بأحد الأوراش وتعرضها لأضرار بليغة قبل أن يتم نقلها إلى مستودع الشركة بالقرب من المركز التجاري “مرجان” بمدينة وجدة، حسب تصريح سائق سابق في شركة بعيوي، الذي قال إنه لا يدري إن كان قد تم إصلاحها أو تفكيكها بصفة نهائية.


تعليقات 0