القرار 2797 يربك قيادة البوليساريو ويكشف هشاشة المخيمات
انفلات أمني ونهب في مخيم أوسرد وسط ارتباك قيادة الجبهة بعد القرار التاريخي

بينما عاشت المدن المغربية، من طنجة إلى الداخلة، ليلة احتفالية غامرة عقب تبني مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2797، الذي أكد أن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل الوحيد الواقعي للنزاع حول الصحراء المغربية، شهدت مخيمات تندوف حالة من الفوضى والتوتر غير المسبوقين.
فقد خرج آلاف المغاربة للاحتفال في الساحات العامة، رافعين الأعلام الوطنية ومرددين شعارات الوحدة الترابية، في مشهد جسد تلاحم الشعب والعرش حول القضية الوطنية الأولى.
حالة طوارئ وحظر تجول داخل المخيمات
في المقابل، أفاد منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف (فورساتين) أن قيادة جبهة البوليساريو أعلنت حالة الطوارئ القصوى وفرضت حظر تجول شامل داخل المخيمات، خوفا من خروج السكان للتعبير عن فرحتهم بالقرار الأممي.
وأكدت المصادر أن الجبهة لجأت إلى تكثيف الدوريات العسكرية ونشر عناصر مسلحة في محيط المخيمات لمنع أي تجمع أو تحرك جماهيري يمكن أن يفهم كدعم للطرح المغربي.
انفلات أمني ونهب داخل المخيمات
رغم القيود الأمنية، اندلعت حوادث عنف ونهب داخل عدد من المخيمات، خصوصا في دائرة تشلة بمخيم أوسرد، حيث أقدمت عصابات ملثمة على اقتحام خيام ومخازن مواد غذائية مخصصة للسكان، وسط غياب تام لميليشيات الجبهة التي انشغلت بعمليات القمع والمراقبة.
وأسفرت هذه الفوضى عن خسائر مادية جسيمة، في وقتٍ يعيش فيه سكان المخيمات غليانا متزايدا بعد أن فقدوا الثقة في قيادة البوليساريو المتهمة بالتستر على الحقائق وتضليل الرأي العام.
القرار الأممي يربك الجبهة ويعزز الموقف المغربي
ويرى متابعون أن هذه التطورات تعكس الارتباك الكبير داخل الجبهة الانفصالية بعد القرار الأممي، الذي وصف بأنه ضربة قاضية للمناورات السياسية والإعلامية الجزائرية، إذ أنهى مرحلة الغموض وأكد دعم المجتمع الدولي للحل المغربي.
في المقابل، دعا الملك محمد السادس، في خطابه التاريخي عقب القرار، إخواننا المحتجزين في تندوف إلى العودة إلى وطنهم الأم واغتنام فرصة الحكم الذاتي للمساهمة في تنمية الأقاليم الجنوبية وبناء مغرب موحد تسوده الكرامة والتضامن.


تعليقات 0