بعد الضجة التي خلفتها السيارة الكهربائية الصينية التي نسبت إلى “نيوموتورز” دون أن تهدأ بعد، ظهر وزير الصناعة رياض مزور، الصديق “الأنتيم” للوزير المهدي بنسعيد، المرتبط اسمه بالشركة، في تحد جديد، وهو يقود السيارة الأولى للشركة المغربية الناشئة. وأعاد ظهور الوزير إشعال الجدل مجددا حول حقيقة المشروع، خاصة في ظل موجة انتقادات متزايدة تهم الأصل الحقيقي للتصميم، مستوى السلامة، وغياب الشفافية.

تشابه مثير للانتباه بين “Neo Motors” و”Wallyscar” التونسية

ومنذ ظهور الوزير رياض مزور بسيارة Neo Motors، انتشرت على مواقع التواصل وبين المجموعات المتخصصة مقارنات تقنية وبصرية قارنت بين السيارة المغربية الجديدة وبين طرازات شركة Wallyscar التونسية، التي سبق أن قدمت نماذج مشابهة في الشكل والمقاسات والخطوط العامة للهيكل.

والتقارب في فلسفة التصميم، الخطوط الخارجية، وحتى هندسة الهيكل، خلق انطباعا واسعا بأن السيارة المغربية قد تكون مبنية على قاعدة تصميم جاهزة أو على الأقل مستوحاة من النموذج التونسي بشكل واضح، ما يطرح سؤالا حول مصدر التطوير الفعلي ومدى استقلالية الهندسة التي روجت لها Neo Motors باعتبارها “مغربية مائة بالمائة”.

Wallyscar.. مشروع طموح لم يستطع فرض نفسه

تجربة Wallyscar، رغم بدايتها الطموحة وإعلانها عن صناعة محلية لتونس، لم تستطع فرض نفسها في السوق بسبب ضعف المبيعات، محدودية شبكة التوزيع، وقصور واضح في الاختبارات والجودة. والشركة التونسية لم تتجاوز مرحلة الإنتاج المحدود ولم تنجح في أن تتحول إلى علامة إقليمية أو دولية، وهو ما جعلها مثالا على مشاريع السيارات الصغيرة التي لم تكتمل. هذه الخلفية تجعل المقارنة بين المشروعين مقلقة، خصوصا عندما تظهر نقاط تشابه هندسية وتقنية بين شركة لم تنجح في البقاء، وشركة تقدم نفسها اليوم كـ”أول علامة سيارات مغربية”.

السلامة.. غياب الـAirbags وعدم وجود أي اختبارات معلنة

وتكشف الورقة التقنية الرسمية لسيارة Neo Motors، التي تضعها الشركة رهن إشارة الزبناء، بشكل صريح غياب وسائد الهواء (Airbags) تماما من قائمة تجهيزات السلامة، إذ لا تتضمن سوى ABS، إقفال مركزي، ومساعدات قيادة أساسية.

.
وفي سوق عالمي أصبح فيه وجود Airbags معيارا إجباريا لأي سيارة خفيفة أو ثقيلة، فإن غيابها يطرح تساؤلات خطيرة تتعلق بسلامة الركاب. والأخطر من ذلك أن الشركة لم تنشر أي وثيقة رسمية أو شهادة سلامة من هيئة دولية مختصة، كما تفعل جميع الشركات العالمية قبل طرح أي سيارة للاستخدام العمومي.

غياب اختبارات التصادم.. علامة استفهام أكبر

ورغم أن crash tests هي أول دليل على جودة السلامة، إلا أن Neo Motors لم تعرض، حتى اليوم، أي اختبار تصادم مستقل، سواء عبر مختبرات أوروبية معترف بها أو عبر مراكز مغربية إن كانت موجودة.

وانعدام هذه الاختبارات، إضافة إلى غياب الـAirbags، يجعل السيارة غير قابلة للمقارنة مع أي علامة عالمية، ويضع المستهلك أمام معادلة مجهولة فيما يخص حماية السائق والركاب.

أسئلة مفتوحة تنتظر جوابا

التشابه القوي مع Wallyscar، غياب وسائد الهواء، عدم وجود اختبارات تصادم، ظهور الوزراء لتسويق المشروع دون تقديم أدلة تقنية واضحة.. كلها عناصر تزيد من حجم الشكوك. والسؤال الأكبر الذي يفرض نفسه اليوم، هل نحن أمام مشروع صناعة سيارات حقيقية مبنية على هندسة مغربية، أم أمام عملية تجميع بتعديلات بسيطة تسوق على أنها ابتكار وطني؟

الزمن وحده سيكشف الحقيقة، لكن إلى ذلك الحين، تبقى الشفافية التقنية وسلامة المواطن أهم من الصور الرسمية والمواكب الاحتفالية.