أثارت موجة البرد القارس، التي اجتاحت عددا من أقاليم المملكة، ويتوقع استمرارها إلى غاية نهاية الأسبوع، مخاوف الفلاحين بخصوص أثرها السلبي على محاصيلهم الزراعية، والمواطنين، لما قد يترتب عنها من أزمة فلاحية تزيد لهيب أسعار الخضر والفواكه اتقادا.
وأقر مصطفى أوريعن، رئيس تجار سوق الجملة بالدار البيضاء ومهني في قطاع الفلاحة، بتضرر المحاصيل إثر الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، الذي يتسبب في تأخير الجني وأحيانا إلغائه، مع عرقلة عملية الإنبات ونمو المحصول بالشكل المطلوب والطبيعي.
الوضع التجاري
وأوضح أوريعن، في تصريح لآش نيوز، أن الوضع التجاري اليوم يعيش تحولات رهينة بالتغيرات المناخية، مستدلا بتراجع أسعار البطاطس داخل الأسواق المحلية بنسبة 50 في المائة، خلال دجنبر الجاري، بمعدل 3 دراهم أو أكثر، تزامنا مع شروع الفلاحين في زراعتها، إذ انخفض ثمنها من 6 دراهم ونصف إلى 3 دراهم أو أقل.
إشكالية التصدير
بالمقابل، أكد المهني نفسه، الارتفاع المتواصل لأسعار الطماطم في الأسواق، بفعل استمرار التصدير وعدم إعطاء الأولوية للسوق الوطنية، مضيفا بالقول: “خاص نصدروا داكشي لي شايط علينا ماشي لي تنتجوه.. 40 ألف طن من المحاصيل الزراعية الجيدة، اللي حنا بحاجة ليها تتمشي لأوروبا، ولي كيبقا كيتناتفو عليه”.
تراجع المحاصيل
من جانبه، أفاد الخبير البيئي مصطفى بنرامل لـ آش نيوز، بأن “حالات الطقس المتطرفة التي يعرفها المغرب خاصة، والعالم عموما، نتيجة تغير المناخ، أثرت سلبا على استعدادات الموسم الزراعي، خاصة وأن فصل الخريف المنصرم اتسم بشح في كبير التساقطات المطرية، تجاوزته فقط المساحات التي تعتمد على السقي سواء من المياه السطحية أو الجوفية”.
واستدرك بنرامل حدبثه قائلا “لكن محاصيل هذه المزروعات وجودتها، من المنتظر أن تتراجع بفعل موجة الصقيع التي يعرفها المغرب خلال الأيام الجارية، والتي تتسبب في توقف نضجها ونموها، وبالتالي ندرتها وارتفاع أسعارها في بعض الأسواق”.
التعليقات 0