يعيش عدد من المواطنين المغاربة المقيمين بتركيا، معاناة حقيقية من أجل قضاء مصالحهم لدى السلطات القنصلية بمدينة إسطنبول التركية، فإلى جانب أن مستخدمي القنصلية ومسؤوليها لا يجيبون نهائيا على الهاتف، ويقدمون معلومات مغلوطة أحيانا، يغلقون باب القنصلية في وجوه المغاربة، في الساعات القانونية للعمل، حسب ما أكده عدد منهم في اتصال مع “آش نيوز”، وحسب ما جاء في العديد من التدوينات التي ينشرها مغاربة تركيا بشكل دوري على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي وعلى المجموعات الفيسبوكية وبموقع “غوغل” يتحدثون فيها عن تعامل تحقيري و”حكرة” وتجارب سيئة جدا.
غبن وحكرة
حنان (اسم مستعار)، مغربية مقيمة بتركيا وتعمل صحافية بمؤسسة تابعة للدولة التركية، تعرضت لتعنيف لفظي وتهديدات حين أرادت تجديد جواز سفرها من أجل الحصول على الإقامة، بل أراد أحد رؤساء المصلحة في قنصلية إسطنبول أن يمارس عليها الوصاية الأخلاقية لمجرد أن لباسها لم يعجبه، في سابقة من نوعها لا توجد حتى في الإدارات المغربية داخل البلاد. تحكي حنان قصتها بمرارة في اتصال مع “آش نيوز”، قائلة: “أحسست بغبن كبير. وتم التعامل معي وكأنني حشرة أو كلبة، رغم أنني لم أطالب بشيء سوى بحقي في تجديد جواز سفري. هددوني بإحضار الأمن، وطلبوا مني أن أغير لباسي في المرة المقبلة وإلا ستكون آخر مرة تطأ فيها قدماي القنصلية”.
تهديد صريح
وتضيف الصحافية حنان في الاتصال نفسه: “كنت مضطرة إلى التوجه إلى مقر القنصلية بإسطنبول للحصول على معلومات من أجل تجديد جواز سفري للحصول على الإقامة. أخذت إذنا من العمل من أجل ذلك لعدم توفر أي معطيات حول الموضوع على الأنترنت. وجدت عددا كبيرا من المواطنين يقفون أمام الباب الذي كان مقفلا في ساعات العمل. كلهم يحتجون بسبب سوء المعاملة وتأخرهم في قضاء مصالحهم. الحارس أمام المدخل كان تركيا لا يتحدث العربية ولا الإنجليزية. حاولت التواصل معه بالقليل من اللغة التركية التي أعرف، دون جدوى، فبدأت بطرق الباب، ليهددني بالاتصال بالأمن. بعدها خرج مغربي بدأ يتحدث معي بصوت عال ويدعوني إلى أن أحترم نفسي وأكون مؤدبة، في حين أنني لم أطالب سوى باحترام القانون وبخدمة المواطن. بعد طول أخذ ورد حصلت على المعلومات التي كنت أرغب فيها وأخذت موعدا من أجل تجديد جواز السفر”.
لباس مستفز
في الموعد المحدد، دخلت حنان القنصلية مرتدية لباسا صيفيا عاديا، خاصة أن درجة الحرارة كانت فوق 36. لكن أحد المسؤولين لم يعجبه لباسها فتوجه إليها أمام الجميع قائلا “في المرة المقبلة، ارتد لباسا محترما. إنك في إدارة تبقى مغربية، ولو أنها في تركيا”. وحين ردت عليه بأن ليس من حقه التدخل في لباسها، وأنه لا يوجد قانون يحدد للناس نوعية ملابسهم، بدأ يهددها ويغلظ لها القول ويعلي من نبرة صوته، مؤكدا لها أنها آخر مرة ستدخل فيها القنصلية بهذا اللباس الذي استفزه ولم يعجبه لأنه قصير وفوق الركبة، حسب قولها.
داعش في القنصلية
تقول حنان في الاتصال مع “آش نيوز”: “أحسست أنني في قنصلية يحكمها داعش. إذ كيف يعقل ممارسة الوصاية الأخلاقية على النساء والتعامل مع جميع المغربيات على أساس أنهن عاهرات. للمرة الأولى في حياتي أتعرض لمثل هذه الإهانة. وحتى في إدارات المغرب، لم يسبق لأحد أن احتج على لباسي. هذا دون الحديث طبعا عن الخدمة السيئة وسوء المعاملة والعجرفة والتكبر والطغيان الذي يمارس على المواطنين الراغبين في قضاء معاملاتهم”.
التعليقات 0