لازال المخدر العجيب “البوفا” الذي اجتاح أزقة ودروب مجموعة من المدن المغربية بشكل سريع، يثير مخاوف المواطنين في ظل صراع متواصل مع باعة هذا المخدر والسلطات التي تحاول كبح جناحه وتجفيف منابع ترويجه، إذ بات يشكل تهديدا حقيقيا ويمس مستقبل الشباب المغاربة ويزعزع بنية المجتمع المغربي.
كوكايين الفقراء
الدكتور محمد كحلاوي، أخصائي في علاج الإدمان والأمراض العقلية والنفسية، سجل أن البوفا، هذه المادة التي يطلق عليها اسم كوكايين الفقراء، لها تداعيات كثيرة منها النفسية والاجتماعية على المديين المتوسط والبعيد، كما لها تداعيات آنية، تجعل المتعاطين لها يحسون بطاقة إيجابية خادعة، ونشوة عابرة، تجعلهم في دوامة من الأحاسيس الجياشة، وانتعاش وهمي يدوم لمدة قصيرة الأمد وبعدها ينعدم.
وأضاف محمد كحلاوي، في اتصال مع موقع آش نيوز، أنه بعد فترة الانتشاء، تأتي التداعيات التي تجعل من المتعاطي مدمنا حقيقيا، وهي ما بعد التعاطي، إذ تبدأ أعراض “القطعة”، ومنها ارتعاش اليدين والقلق والعصبية والتوتر والعنف اللفظي والعنف الجسدي الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى ارتكاب مجموعة من الجرائم، التي قد تصل إلى القتل، والتي تجعل من المتعاطي له رغبة في العودة إلى التعاطي.
قلق واضطرابات وهلوسة
وبخصوص الجانب النفسي، أوضح محمد كحلاوي أن هناك مجموعة من التداعيات النفسية التي تتسبب فيها البوفا، كغيرها من باقي المخدرات، إذ يمكنها أن تجعل من فرد سليم يعيش في قوقعة من القلق ونوبات القلق الدائم والاضطرابات النفسية الوخيمة والاكتئاب أو الهلوسة والأفكار الانتحارية، ومن الممكن أيضا أن تؤدي بالفرد إلى اضطراب ثنائي القطب لأن الطاقة التي تخلفها هذه المادة تكون مضاعفة بشكل خطر.
وإلى جانب المشاكل النفسية، فإن البوفا تدمر حياة الفرد بشكل عام،، يضيف محمد كحلاوي، مؤكدا أن رغبة المدمن في هذا المخدر تجعل منه يقوم بتصرفات غير عقلانية ويقوم باقتراض مبالغ مالية مهمة تؤدي به لمشاكل كثيرة بسبب عدم قدرته على ردها، وهذه المشاكل تصل أيضا إلى عائلة المعني بالأمر سواء كان زوجا أو ابنا أو امرأة.
وأشار محمد كحلاوي في حديثه قائلا إن تداعيات البوفا لا تعد ولا تحصى، وتجعل من مجتمعنا هشا ومعطوبا، وتؤثر على التنشئة وعلى مستقبل الأجيال ومستقبل المغرب بصفة عامة، لأن هؤلاء الشباب، الذين يشكلون نسبة مهمة من مدمني هذا المخدر، هم آباء المستقبل، فكيف سيقومون بتربية جيل صالح فيما بعد، لدى من الواجب تشديد الرقابة على دخول هذا المخدر إلى بلادنا ومحاربة الفساد بشتى أنواعه.
التعليقات 0