بعد أن غاب عن الأنظار ولم يسجل أي خرجة إعلامية بعد زلزال الحوز، رغم أهمية الحقيبة الوزارية التي يحملها، قام نزار بركة، وزير التجهيز والماء، نهاية الأسبوع الماضي، بزيارة إقليمية إلى منطقة الحوز وتارودانت، مرفوقا بأطر من وزارته، لتفقد سير العمل والوقوف على الإجراءات التي تقوم بها الوزارة من أجل ضمان استمرارية حركة السير بالطرق والمسالك المتضررة بسبب الزلزال الذي ضرب مناطق من المغرب ليلة الجمعة 8 شتنبر 2023.
غياب وتساؤلات
وغاب نزار بركة، وزير التجهيز والماء، والأمين العام لحزب الاستقلال المشارك في التحالف الحكومي، عن الاجتماعات التي ترأسها الملك محمد السادس رفقة العديد من وزراء الحكومة، لتدارس الإجراءات التي سيتم تفعيلها من أجل التخفيف من تداعيات زلزال الحوز على سكان المناطق المنكوبة، كما سجل غيابه أيضا عن الزيارة التفقدية التي قام بها رئيس الحكومة عزيز أخنوش قبل أسابيع، لمشروع ربط حوض سبو بحوض أبي رقراق، رغم أن المشروع يدخل في صلب مهام وزارة التجهيز والماء، وهو ما جعل التساؤلات حول سبب غيابه تفرض نفسها في هذه الظرفية بالذات، وهل يتعلق الأمر بتعليمات منعته من زيارة الأقاليم المنكوبة بعد الزلزال، أم بإشارة إلى إمكانية أن “يطير” هو وحزبه من الحكومة خلال تعديل مرتقب، خاصة أنه لم يبين عن كفاءة في تسيير حقيبته الوزارية، حسب ما أكدته مصادر متطابقة، في اتصال مع “آش نيوز”.
قصور وتعديل
مصدر مطلع، نفى أن يكون للأمر علاقة بغضبة ملكية أو بقصور في تسيير وزارة التجهيز والماء أو بتعديل حكومي مثلما أشارت إلى ذلك العديد من الصحف والمواقع، مشيرا إلى أن نزار بركة ليس الوزير الوحيد الذي لم يظهر بعد زلزال الحوز مباشرة، بل مثله وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، رغم أنها معنية كذلك بحكم الحقيبة التي تحملها، وحتى رئيس الحكومة نفسه لم يظهر إلا قبل يومين أو ثلاثة في زيارة تفقدية لبعض المناطق المتضررة من الزلزال، في الوقت الذي كانت فاطمة الزهراء المنصوري، الوحيدة التي شوهدت في زيارات متتالية لعدد من المناطق التي تضررت بالزلزال، وتحتاج إلى إعادة إعمار، بحكم أنها مكلفة بالسكنى والتعمير.
شبكة طرقية
من جهة أخرى، تسبب زلزال الحوز في عدة أضرار للشبكة الطرقية أدت إلى قطع حركة السير ب 20 طريقا مصنفا على طول 459 كيلومترا، وكذا 45 طريقا غير مصنف على طول 465 كيلومترا، على مستوى أقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة وأزيلال ومراكش وورززات، حسب بلاغ توصل “آش نيوز” بنسخة منه.
إجراءات استعجالية
وقامت وزارة التجهيز والماء باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستعجالية من أجل فتح الطرق المقطوعة في وجه حركة السير، من أهمها، حسب البلاغ نفسه، تفعيل مراكز القيادة على المستوى المركزي والمستويين الجهوي والإقليمي وجرد الأضرار التي لحقت الشبكة الطرقية وتحديد وتعبئة الموارد البشرية واللوجيستيكية اللازمة للتدخل وتنظيم وتتبع التدخلات الميدانية، وهي الإجراءات التي جندت لها وزارة نزار البركة حوالي 59 إطارا و243 سائقا و235 آلية وشاحنة، والتي ساهمت فيها مجموعة من الشركات والمقاولات الوطنية، إذ تمكنت من فتح جميع الطرق المصنفة في وجه حركة السير، منذ زوال يوم الثلاثاء 12 شتنبر 2023 ، مع العلم أنه تم بعد 48 ساعة من الفاجعة فتح 90 في المائة من الطرق المصنفة، وإنجاز أشغال إزالة الأتربة والصخور المتراكمة وتوسيع قارعة الطريق، إضافة إلى إصلاح الأضرار التي لحقت بقارعة الطريق ومواصلة أشغال فتح الطرق غير المصنفة، إذ تم لحد الآن فتح 427 كيلومترا، ووضع علامات التشوير الطرقي والعمل على إزاحة أنقاض وحطام المباني العمومية المهدمة.
71 مليون درهم
وخلال الزيارة التي قام بها نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إلى مركز إجوكاك، اطلع على أهم الإجراءات التي قامت بها الوزارة في إقليمي الحوز وتارودانت والتي من أهمها، تعبئة الموارد البشرية واللوجستيكية اللازمة للتدخل بالإقليمين، وأشغال فتح الطرق المصنفة وغير المصنفة في وجه حركة السير، وأشغال إزاحة الانهيارات الصخرية والأتربة وتنقية قارعة الطريق الوطنية رقم 7 على طول 95 كيلومتر، والطريق الجهوية 209 والطرق الإقليمية 2009 و2015 و2017 و2024 و2030 على طول 134 كيلومترا، كما اطلع على تقدم أشغال تهيئة ثلاثة مقاطع من الطريق الوطنية رقم 7 بين ويركان وإمكدال على طول 16 كيلومترا بكلفة 71 مليون درهم، والتي ستمكن من تحسين مستوى السلامة الطرقية والخدمة بهذا المحور الطرقي المهم الذي يربط بين مراكش وتحناوت وتارودانت.
التعليقات 0