أكد المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، عصام العروسي، أن مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا التنموي، يهم المغرب والقارة الإفريقية ويعد بوابة أمل اقتصادية لهما، خاصة وأن المناطق 11 التي يمر منها تعاني الفقر والهشاشة وضعف البنيات الأمنية والسياسية والاقتصادية.

تنمية إفريقية  

وفي اتصال مع “آش نيوز“، حدد عصام العروسي، مميزات هذا المشروع في تنمية المناطق الإفريقية وإشراك الدول التي سيمر منها الأنبوب في عملية التنمية الاقتصادية، وتعويض خصاص مادة الغاز، التي شهدت نقصا كبيرا في الفترة الأخيرة، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف المحلل السياسي أن المشروع المذكور، سيمنع ويحد من ظاهرة الهجرة بطريقة غير مباشرة، لأنه يخدم مضامين التنمية البشرية والاقتصادية بالقارة الإفريقية، كما يشكل بوابة للمغرب من أجل الاستفادة من أنبوب الغاز.

جاذبية دولية

وتابع المتحدث ذاته في نفس السياق، أن هذا المشروع الاقتصادي يعد رافعة حقيقة لدول جنوب إفريقيا، ويقدم امتيازات كبيرة للقارة الأوروبية على اعتبار احتياجاتها الكبيرة للغاز. 

من جهة ثانية، كشف العروسي، أن مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، شكل موضوع جاذبية قصوى للدول الأوروبية، باعتباره ورقة رابحة للقطيعة مع استفزاز الجزائر لها، عبر التحكم في إمدادات الغاز للقارة الأوروبية، معتبرا إياه نقطة قوية في إطار التقاطبات الجيوسياسية.

وأكد الخبير في العلاقات الدولية، أن المغرب سيجني فائدة كبيرة من هذا المشروع، الذي يعول عليه المغرب لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، تتجسد في تمويلات خارجية من قبل صندوق منظمة التعاون الإسلامي، ودعم من قبل الدول الخارجية والكبرى. 

مشروع يتفوق على المنافس الجزائري

وفي سياق متصل، أشار العروسي، إلى أن مشروع الأنبوب الجزائري لإيصال الغاز من نيجيريا نحو أوروبا، بعد وقف عمل الأنبوب المغاربي، ليس مكتملا ولا ترافقه قراءة وافية، خلافا للمشروع المغربي الذي يعد مشروع قارة، وبإمكانه أن يحقق العديد من المزايا الاقتصادية، وأيضا الحضارية والبشرية.

ونظرا للتحديات الجيوسياسية والأمنية في منطقة الساحل، يتقدم مشروع خط أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا على منافسه الجزائري بخطوات كبيرة، وفق تقرير لمنصة “إل إكونوميستا” الإسبانية.

وزاد المصدر ذاته، أن نيجيريا ظلت لسنوات تستغل التنافس المغربي الجزائري على نقل الغاز منها نحو أوروبا، وأيقنت في وقت سابق أهمية إنجاز كلا المشروعين، غير أن التحديات الأمنية في الساحل تضع خط الغاز مع الجزائر في نقطة ضعف.