هل فعلا من الممكن أن يؤدي “الشخير” إلى إنهاء علاقة عاطفية بين زوجين أو إلى انفصال تام بينهما؟ هي إشكالية قد تبدو في شكلها متجاوزة وبسيطة، لكن في مضمونها تبين أنها فعلا تخلف أثرا سلبيا قد ينهي علاقة اثنين أو قد تنهي حماس علاقة في بدايتها كانت تبدو الأفضل. وهذا ما أكدته الدكتورة ويندي تروكسيل، مؤلفة كتاب “تحت غطاء واحد”، مبرزة أن المشكلات التي تواجه الأزواج العاديين في النوم تشمل اختلافات في مواقيت النوم والاستيقاظ أيضا.

عادات ومعاناة

وقد جاء شرح الدكتورة ويندي تروكسيل، لأثر هذه الحالة، في تحليلها لقصة روتها لوسي آنا غراي، محررة في صحيفة “إندبندنت”، تحدثت في مقالها عن معاناة امرأة بسبب شخير شريكها، قائلة: “لا أعني بكلامي صوت النفس المرتفع أو صوت الحشرجة أو الغرغرة البسيطة، فلا يمكن لأي منا ألا يصدر هذه الأصوات، بل أعني صوتا أشبه بطائرة مسيرة يتخلله شهيق قوي”.

وفي هذا الصدد، كشفت الدكتورة ويندي تروكسيل، وفق المقال المذكور، أن التباين في عادات النوم يعد من أهم المشاكل الزوجية والعاطفية، رغم بساطة شكله، وقدمت مثالا كالتالي: “قد يرغب أحد الاثنين بإبقاء التلفاز مضاء عند الخلود إلى النوم، فيما يفضل الطرف الثاني مساحة خالية من كل الوسائل الإعلامية، كذلك يمكن أن يكون لكل منهما تفضيلات مختلفة تتعلق بدرجة الحرارة أو السرير أو وجود أطفال صغار السن أو حيوانات أليفة قد يحاولون التسلل إلى السرير، مما يتسبب في ازدحام وعدم راحة”.

نوم منفصل

وتابعت الدكتورة ويندي تروكسيل، قائلة: “لا عيب أبدا في أن يختار الزوجان النوم منفصلين إن كان ذلك يسمح لهما بالنوم بشكل أفضل. ينام أزواج سعيدون وصحيون أكثر بشكل منفصل غالبا، نميل في المجتمع إلى الاعتقاد بأن نوم شريكين كل على حدة، دليل وجود توتر في العلاقة بينهما، لكن مثلما لا يشكل النوم معا ضمانة لعلاقة صحية، لا يدل النوم بشكل منفصل على علاقة غير صحية”.

ووجهت الدكتورة ويندي تروكسيل رسالة ساخرة إلى المعنيين جاء فيها “أما أنتم الذين تشخرون، فلا تستهينوا بأهمية ذلك على من يشارككم الفراش… فهم يتألمون فعلا من نقص النوم”.

علاج طبيعي

ومن جهة ثانية، كشفت دراسة أجرتها شركة بريطانية لصناعة وتسويق علاج طبيعي لمشكلة الشخير، أن الشخير قد يهدم الحياة الزوجية والعلاقات الأخرى، حيث أجرت شركة “باشون فور لايف” دراسة على 1000 من الأزواج والزوجات وغيرهم من الذين يعيشون معا، والذين تم تحديدهم عن طريق إعلانات في المجلات الخاصة بالمرأة وأخرى خاصة بالصحة، وتوصلت إلى أن 80 في المائة منهم يلجؤون للنوم كل على حدة بسبب الشخير.

وأضافت الدراسة التي نشرها موقع “إسلام ويب“، أن 40 في المائة ممن شملهم الاستطلاع أكدوا أن الشخير يؤثر سلبا على علاقاتهم ويؤدي إلى وقوع شجار بينهم، ووصف بعض الذين شملتهم الدراسة، صوت الشخير بالاستماع إلى صوت وحيد القرن أو الصوت الذي يحدثه منشار آلي. وقال آخر عن الشخير إنه “جحيم حقيقي”.