في الوقت الذي لازالت مدونة الأسرة قيد المراجعة والمناقشة من لدن المكلفين واللجان المسؤولة، لا يكاد النقاش في صفوف المواطنين المغاربة يهدأ، حيث كل جهة تلغي بما يفيد مصلحتها بين الرجال والنساء، إضافة إلى أن جميع الأنظار ترتكز على تحقيق أهداف ومكاسب أكثر لفائدة النساء في مدونة الأسرة في ظل غياب طرح الإشكاليات التي يعاني منها الرجل في صمت أحيانا.

حق الحضانة

هذا ما أكدته الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الأب والأبناء، وهو إطار مدني يجمع العديد من الرجال المطلقين الذين يواجهون معاناة وعراقيل كبيرة في زيارة أبنائهم وصلة الرحم معهم، ضمن مذكرة تتضمن مجموعة من المقترحات إلى وزارة العدل على شكل تعديلات في مدونة الأسرة، مشددة على أهمية تسليط الضوء على الحضانة وصلة الرحم للآباء.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمعية المذكورة، في اتصال مع “آش نيوز”، أن الجمعية هدفها الدفاع عن حقوق الآباء وأبنائهم وتحقيق توازن أسري بين الأزواج والمنفصلين بطريقة تضمن حقوق الأب والأم بحضانة أبنائهم وتربيتهم وتقاسم مصاريفهم وتتبعهم.

قضاء استعجالي

وشدد المتحدث على أهمية إنشاء قضاء استعجالي متخصص لسرعة البت في النزاعات والتعسفات بين الأزواج وأيضا للتخفيف من غضب الرجال شبابا وشيبا من شعورهم بالتهميش والظلم وعدم إشراكهم بمشاورات المدونة وشعورهم بهضم حقوقهم وحقوق أبنائهم.

ووفق المذكرة التي أصدرتها الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الأب والأبناء، فإن الجمعية دعت إلى “تجريم تحريض الأطفال على أحد الأصول، وإعطاء المحرض خبرة نفسية عاجلة، وتطبيق عليه نفس عقوبات الامتناع”، مضيفة أن الأحكام تأخذ شهورا أو سنوات، فتضيع حقوق الآباء وأبنائهم ويتذمرون نفسيا وجسديا لذلك لابد من قضاء استعجالي.

الحضانة لمن يستحق

ودعت المذكرة التي اطلعت “آش نيوز”، على نسخة منها، إلى جعل تنفيذ وتبليغ صلة الرحم مرة واحدة فقط، لما فيه من إنهاك غير الحاضن ماديا وابتزازه ومنعه بطريقة غير مباشرة من تمضية الوقت مع أبنائه، مطالبة بإسناد الحضانة لمن يستحق، وجعل رأي الأبناء حاسما في إسناد الحضانة بناء على خبرة نفسية.

وأكدت الوثيقة ذاتها ضرورة التشجيع على الحضانة المشتركة للأبناء، من خلال إعطاء أيام نهاية الأسبوع كالجمعة والسبت والأحد لغير الحاضن والعطل المدرسية ونصف العطلة الصيفية، وعطل الأعياد كاملة بالتناوب كل سنة بين الأبوين أثناء الزواج والنزاع أو الطلاق منذ بلوغ الطفل سنة أو حتى قبل سنة، بشروط توفر مساعدات في الرعاية.

التوازن الأسري

“الطلاق عدو الأطفال والتوازن الأسري لابد منه”، يروي محمد اشتاتو، خبير اجتماعي ومحلل سياسي دولي، مؤكدا أن “التوازن الأسري من الأشياء المطلوبة في كل مجتمع مدني ومجتمعنا المغربي يعيش نوع من الحداثة الأسرية والتي هي مطلب من مطالب النساء وكذلك مطلب من مطالب الرجال”.

وأضاف اشتاتو في تصريح خص به موقع “آش نيوز”، أن مدونة الأسرة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذا النوع من القوانين فيما يخص الأسرة”، وتابع “أظن أن هذا مطلب حقوقي ومدني مهم جدا بالنسبة للرجل وبالنسبة للمرأة خاصة إذا وقع الطلاق، فالتوازن الأسري له وقع اجتماعي مهم ويدخل ضمن المطلب الأساسي اليوم وهو المساواة بين الجنسين”.

وبخصوص حالات الطلاق، أكد الخبير، أن الطلاق كما سبق الذكر هو عدو الأطفال كيفما كان حاله، فالطفل يشعر بمأساة تعيش معه إلى الأبد، لأنه يفقد الأسرة ويعيش إما مع الزوجة أو مع الزوج، ولكم في رغبته وهو طفل أن يعيش مع الأم أو الأب وأن يكونوا مجتمعين في بيت واحد”.

وشدد اشتاتو، على أهمية الحفاظ في تعديلات المدونة الجديدة على الجانب العاطفي في العلاقات ما بين الأم والأب وما بين الأطفال لأن الأطفال هم الضحية الأولى للطلاق، وذلك في سياق قانوني يحمي جميع الأطراف ويحافظ على التوازن الأسري الذي يحمي التركيبة الأسرية بصفة عامة.