في ظل اللغط الكبير الذي يحوم حول “الحوار الاجتماعي”، الذي تدعو له الحكومة لإيجاد حل لأزمة التعليم التي لازالت تشهد تصعيدا مستمرا، استنكر عبد الوهاب السحيمي، عضو تنسيقية الأساتذة حاملي الشهادات، استخفاف الوزارة والحكومة بهذا الحوار، مبرزا أنه “حوار ينبغي أن يكون مع المسؤولين بشكل مباشر بدل مضيعة الوقت”.

رئيس الحكومة

وتابع عبد الوهاب السحيمي في حوار مصور مع “آش نيوز”، من إنجاز إلياس بوخريص، أن “الملف صار أكبر من الكاتب العام ومن وزير التربية الوطنية نفسه، الملف صار بيد رئيس الحكومة، الذي يجب أن يتدخل شخصيا لحله، خاصة ونحن نتكلم عن النظام الأساسي الذي يهم 330 ألف رجل وامرأة تعليم، ونتحدث عن 7 مليون تلميذ وتلميذة خارج الفصول التعليمية، وهذا استخفاف حقيقي بمصالح التلاميذ”.

وبخصوص منهجية الحوار التي اعتمدتها الوزارة في الحوار الأول الذي تمت مقاطعته، أكد عبد الوهاب السحيمي، أن “هذه المنهجية التي اعتمدتها الحكومة للتحاور مع النقابات ليس لها امتداد في الشارع، خاصة وأنها دعت النقابات التي سبق وارتمت في أحضان الوزارة لمدة سنتين وتكتمت على بنود هذا النظام الأساسي، ما يحيل إلى أهمية إعادة النظر في المنهجية. غير ذلك سنكرر نفس الأزمة وسنعود للحالة الأولى التي بدأنا فيها منذ أكثر من سنتين”، وشدد قائلا: “لا يوجد مانع من فتح حوار مع الفاعلين المدنيين وهم التنسيقيات”.

خارج السرب

من جهة ثانية، أكد عبد الوهاب السحيمي، الفاعل المدني، أن وزير العدل بتعليقاته المستفزة حول موضوع التعليم الذي يشكل اليوم أزمة غير مسبوقة في المغرب، يدل على أنه “وزير ينقصه النضج السياسي وعلى أنه وزير يقتات من الأزمات لا غير”.

وأضاف عبد الوهاب السحيمي قائلا: “وهبي يغرد خارج السرب ويقتات من الأزمات ويمارس السياسوية والحزبية ويمارس الانتخابوية قبل الانتخابات”، مشيرا إلى الأزمة السابقة للمحاماة التي شكلت هي الأخرى حدثا مهم في صفوف المغاربة، مؤكدا أن قطاع العدل حينها فتح الحوار مع التنسيقيات وأطر ضحايا المحاماة، قبل أن يأتي وهبي اليوم ليقول لا يمكن للحكومة أن تجلس مع التنسيقيات وهذا دليل على التناقض، وفق تعبيره.

وتابع عبد الوهاب السحيمي: “عبد اللطيف وهبي يرغب في استمرار الأزمة داخل قطاع التربية الوطنية، لأنه يقتات من هذه الأزمات هو يرغب في أهداف سياسية لكسب مكاسب سياسية قبل أوانها، هذا ما يجعلنا أمام شخصيات غير جادة وشخصيات لا يتوفر لديها الرشد السياسي، وتريد أن تسجل مكتسبات على حساب ملف التعليم، إنه شخص قاصر ومراهق سياسيا يحاول جلب الانتباه حول شخصه، وأينما حل تتبه الأزمات”.