التقى “آش نيوز” بالفنان والموسيقي فتاح النكادي، وأجرى معه حوارا مصورا على هامش فوزه بجائزة الموسيقى الأصلية لفيلم “أبي لم يمت لعادل الفاضلي، وذلك في الدورة الأخيرة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. في هذا الحوار، يتحدث فتاح النكادي عن ذكريات الطفولة وأهم المحطات في مساره الفني، وعلى رأسها إبداعه موسيقى مسلسل “وجع التراب”. تفاصيل أخرى تجدونها في الحوار التالي:
من يكون فتاح النكادي؟
فتاح النكادي موسيقي وممثل.
كيف بدأت الملامح الفنية تتضح في حياتك؟
بدأت علاقتي بالموسيقى منذ الطفولة، وعندها قررت البحث عنها والاقتراب منها من خلال الولوج إلى مدرسة المكفوفين بالدار البيضاء. ولدراسة الموسيقى كان من الضروري قضاء حوالي 3 سنوات، حينها يسمح لنا بالذهاب إلى معهد الموسيقى ونحن لدينا من قبل القواعد الأولى، ومن لديه الموهبة في المعهد يذهب في مسار أكثر سرعة، ومن هنا بدأت تتأسس علاقتي مع عدة مجالات مرتبطة بالفن، من بينها تعليم الموسيقى والتمثيل والغناء وإنتاج موسيقى الكتابة المسرحية، وقد كنت محظوظا بدراستي لدى عدد من الأساتذة الكبار. أما بخصوص التمثيل بدأت أمارسه من خلال فرق مسرحية، ومن هنا بدأت أميل لكتابة موسيقى المسرح، واشتغلت مع قائمة من الأسماء من بينها الطيب الصديقي وسعيد عفيفي وأحمد السنوسي والعديد من الأسماء الأخرى.
ما هي الذكريات الراسخة لديك؟
في طفولتي كانت لدي ذكرى حزينة وسيئة، حينما فقدت البصر. تلتها صدمتي عندما قررت عائلتي إرسالي لمدرسة داخلية دون سابق إنذار، وذلك في عمر 8 سنوات، والمؤسف أن لا أحد فيهم بعد ذلك عاد لرؤيتي أو الاطمئنان على حالتي هناك، وهذه كانت من بين أصعب الأمور في مساري وحياتي، إذ لازالت هذه الهوة وهذه الرمية في ذلك “البئر” تشكل ذكرى راسخة تتسم بالحزن، فانتقال طفل من حضن أمه لمدرسة داخلية دون علمه، أمر ليس بالسهل، واليوم وجدت نفسي أعيش بذكرى الماضي، حيث أصبحت أكره “اليوم الدراسي الأول”، يفجعني هذا الأمر عندما أرى طفلا يذهب به والداه للمدرسة في اليوم الأول.
ولكن بعد هذه الذكرى أتت نقاط راسخة في ذاكرتي أيضا تتسم بالجمال هذه المرة، فعندما كنا في مرحلة الاختيار لمن سيدخل مدرسة الموسيقى، كانت لدي أستاذة علاقتي معها بدأت بانطباع أولي أخذته عني ورفضت أن تدخلني قسمها، بعدما بقيت مصرا على الدخول، سمحت لي وأعطتني فرصة، لتتعرف على من أكون حينها تشكلت بيننا علاقة مميزة، إلى حين نجاحي في تشخيص دور مسرحي في أول مسرحية سأقوم بها أو موسيقى مسرحية، وتلتها نجاحات متتالية كان آخرها تتويجي رفقة عادل الفاضلي والفوز بجائزة الموسيقى الأصلية، في الدورة 23 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
كيف كانت تجربة “وجع التراب”؟
أول عمل قدم لي في حياتي هو موسيقى المسلسل الشهير “وجع التراب” والذي نجح بشكل كبير. كان لي لقاء مع شفيق السحيمي، وكان لنا نقاش مستفيض حول نوعية الموسيقى التي سترافق الفيلم، بعدها حاولنا ربط القصة التي تتكلم عن الأرض والنزاع حولها وعلاقة الإخوة ومعاناة الحياة الفلاحية والعلاقات الاجتماعية داخل البادية المغربية، حيث كان من الضروري أن تكون الموسيقى لها علاقة بالقصة، حينها طلبت من شفيق السحيمي، مخرج المسلسل، أن يقدم لي كلمات تلخص المسلسل. وفي غضون 10 دقائق، أنتجت بداية الموسيقى التي نالت إعجاب الجميع. والجميل أنها لازالت تتداول إلى اليوم وتتسم بالحنين إلى الماضي.
هل هناك يد عون مدت لك لتجاوز العراقيل والصعاب؟
لا يمكن أن تصل وحدك، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص في مثل حالتي. والمساعدة قدمت لي من أول شخص ساعدني على عبور الشارع، وأول أستاذ علمني. لقد كنت محظوظا بلقاء العديد من الأشخاص الذين مدوا لي يد العون، وأنا اليوم لا أتأخر في مساعدة أي شخص لديه موهبة، والدليل هو أنني لا أقدم دروسا خاصة في الموسيقى، وأقدمها بشكل مجاني.
كيف يمكن وصف صناعة الموسيقى السينمائية بالمغرب اليوم؟
الموسيقى السينمائية في المغرب، صعبة ويلزمها أستوديوهات خاصة بها، بغض النظر على الإمكانيات المتوفرة، لكنها لا تفي بالتصور الذي يرغب الموسيقي الحقيقي أن ينتج من خلاله موسيقى واقعية وحية، كالتي رافقت فيلم صديقي عادل الفاضلي، والذي كان يشترط أن تكون الموسيقى حية وحقيقية، وقد تطلب منا هذا العمل إمكانيات كثيرة وكبيرة، وحلمنا أنا وعادل الفاضلي إلى أن لمسنا النتيجة.
الحوار كاملا تجدونه في الفيديو التالي، من إنجاز وتصوير: أشرف دحان
التعليقات 0