في مشاركة متميزة، أبدع عازف البيانو والملحن والفنان فتاح النكادي، في تأليف موسيقى فيلم “أبي لم يمت بعد”، للمخرج عادل الفاضلي، الفائز بالجائزة الكبرى للدورة 23 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، إلى جانب العديد من الجوائز الأخرى، ومن بينها جائزة الموسيقى الأصلية، التي فاز بها فتاح النكادي، بعد طول انتظار، والتي قال عنها إنها أخذت منه وقتا طويلا واشتغل عليها بهدوء وعاطفة وحب.

مشاعر فياضة

وأضاف فتاح النكادي، في اتصال مع “آش نيوز”، أن علاقته بالمخرج عادل الفاضلي علاقة أخوية متينة، وفكرة المشاركة في فيلم “أبي لم يمت بعد”، لم تكن جديدة بل طرحت عليه عندما كان الفيلم مجرد فكرة فقط، مبرزا أن المخرج عادل الفاضلي وضع ثقته فيه وأخذ الاشتغال معه وقتا طويلا، إذ مرت المقاطع الموسيقية من عدة مراحل قبل الوصول إلى النتيجة النهائية.

وأبرز فتاح النكادي، أن موسيقى الفيلم كانت عبارة عن عدة مقطوعات تلبس مشاهد الفيلم، كل واحدة لديها ظروف إنتاجها وصنعها، موضحا، أنه عندما عايش مشاهد الفيلم، انغمر بالمشاعر الفياضة التي تميز كل لقطة من لقطاته، وتمكن من ترتيب ألحانه بما يلائم المشاهد.

معاناة وصعوبة

وقال فتاح النكادي، في الاتصال نفسه، إن “الوردة لا تنبت وحدها إذا لم تسق. وأنا كنت أسقى من المشهد والحوار والمشاعر التي ضخها عادل الفاضلي في الفيلم”، مضيفا “موسيقى الفيلم هي نتيجة مجموعة من المشاعر التي تكونت داخلي لصنع موسيقى تنسجم مع كل مشهد”.

وبخصوص المراحل التي رافقت خروج الموسيقى الأصلية لفيلم “أبي لم يمت”،  أكد فتاح النكادي أن تأليف موسيقى فيلم سينمائي ليس أمرا سهلا، كاشفا أنه مر من مجموعة من المراحل التي لا تخلو من المعاناة، من بينها غياب الأستوديوهات المخصصة لصناعة الموسيقى السينمائية بالمغرب.

أستوديو فني

وفي نفس الإطار، كشف فتاح النكادي، أنه كان يتوفر على استوديو موسيقي، لكنه اضطر لبيعه خلال فترة الجائحة، وباع معه أعز قطعة بالنسبة إليه، وهي البيانو الخاص به، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي رافقت هذه الفترة، وتابع قائلا: “أحلم أن يكون لدي استوديو، وأستغرب من توفير الدولة لاستوديوهات فنية موسيقية لمجموعة من أشباه الفنانين الذين لا يبدعون وليست لهم أعمال فنية تذكر”.

وأشاد فتاح النكادي، بمشاركته في فيلم عادل الفاضلي “أبي لم يمت بعد”، مؤكدا أن تتويجه مستحق ونجاحه هو نجاح لجميع المشاركين فيه من تقنيين ومهندسين وجميع الأشخاص الذين ساهموا، بالقليل أو الكثير، في خروج هذا الفيلم إلى الوجود.