استنكر الشيخ محمد الفيزازي، بعض المغالطات التي ارتبطت بمفهوم العنف ضد النساء والنصوص الدينية، مؤكدا أن الدين الحنيف، يمنع العنف ضد الإنسان بصفة عامة، سواء تعلق الأمر بامرأة أم رجل أو عجوز أو طفل، مشيرا إلى أن المسؤول الحقيقي عن العنف ضد المرأة هم الدول الغربية التي ترفع شعارات زائفة تدعي من خلالها دعم المرأة وحقوقها، وهي في الأصل تمارس أحقر أنواع العنف في حقها.
منظور قاصر
وعلق محمد الفيزازي، في اتصال مع “آش نيوز”، على إطلاق وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، للحملة الوطنية الـ21 لوقف العنف ضد النساء والفتيات، قائلا إن منظور إطلاق حملات لمناهضة العنف ضد المرأة، هو منظور قاصر، مشيرا إلى أن العنف يمارس على الجميع في الوقت الحالي، خاصة الرجال، الذين يتعرضون لعنف جسدي ويصمتون على العنف اليومي الذي يمارس عليهم لغويا وجسديا كالتهديدات من قبيل: “بيناتنا القضاء والمحكمة”.
وفي رده على أن العنف ضد الرجل يشكل استثناء في المجتمع المغربي مقارنة بنسبة النساء المعفنات بشكل يومي، شدد محمد الفيزازي، على أهمية النظر خارج الإطار والبحث عن السبب الرئيسي في هذا العنف بدل النظر إلى الظاهرة بسطحية وتمييز فئة عن أخرى، مضيفا أن العنف درجات، والعنف ضد النساء مستورد من دول كفرنسا التي تقتل النساء بدون رحمة رغم شعاراتها الزائفة.
ثقافة الإسلام
وتابع محمد الفيزازي مؤكدا، في الاتصال نفسه، أن النصوص الدينية الإسلامية زاخرة بالآيات والأحاديث التي تكرم المرأة، معطيا المثال بحديث الرسول عن النساء “لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم”، وحديث “رفقا بالقوارير” و”استوصوا بالنساء خيرا”. وقال “هذا هو ديننا. فمن الذي يكرس هذه النظرة الدونية؟ هل نحن الفقهاء وعلماء الإسلام دعاة الله عز وجل، أم من أنتج هذه الصورة الإجرامية ضد النساء والأطفال. هناك ثقافة غير ثقافة الإسلام هي المسؤولة عن هذا الانحطاط الخلقي ضد النساء وضد الأطفال”.
القوامة والتأديب
من جهة أخرى، يرى رشيد أيلال، الباحث في نقد التراث الديني، أن “الفهم الديني للفقهاء عبر العصور، كرس الدونية للمرأة، بل حتى تمت مساواتها بالحيوان”، مبرزا أنه “لهذا السبب نجد التفاسير التي تتكلم على القوامة تكاد تتفق على أن القوامة المتعلقة بالرجل هي تأديب المرأة وتأديب المرأة يأتي بالضرب”.
وفسر الباحث في اتصال مع “آش نيوز”، أن هذا الطرح نتج عنه مجموعة من الآراء، حيث أن هناك من الفقهاء من قال بأن لا قصاص على من يضرب المرأة ضربا أدى بها إلى الوفاة لأنه كان يمارس حقا من حقوقه”.
نوع من العبادة
واستنكر أيلال مسألة الضرب، قائلا: “هي نظرية غير صحيحة ولكن مع كامل الأسف مذاهب دينية كثيرة تؤمن بها”، مضيفا أن الفقهاء يستندون في شرعية ضرب المرأة بالآية التالية: “واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن”. وتابع قائلا، “هناك أيضا من العلماء من اجتهد، وفسر هذه الآية، بطريقة أخرى، معتبرا أن المقصود بالضرب هنا نوع من العصمة التي تمنح للرجل، وقدموا معاني أخرى كالضرب على يد السارق لوقفه عن السرقة، لكن الفقهاء القدماء متشبثين بأن العنف هو نوع من العبادة”.
التعليقات 0