أكد محمد بنمنصور، رئيس الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي، التابعة للاتحاد العام للمقاولات والمهن، أن قطاع النقل السياحي شهد في الفترة الأخيرة جمودا مس السياحة بشكل عام، خاصة بعد حرب غزة وتل أبيب، والتي جعلت مختلف الجاليات اليهودية في مختلف مناطق العالم تتخوف من التوجه إلى المغرب.

الوفود الدينية

وأضاف محمد بنمنصور، في اتصال مع “آش نيوز”، أن قطاع السياحة فقد مجموعة من الحجوزات، ليس فقط في السوق الإسرائيلية، وإنما من السوق العالمية، مشيرا إلى أن الحجوزات المرتبطة على وجه الخصوص بالوفود الدينية اليهودية، تشكل نسبة مهمة في المزاولة السياحية وتفيد عددا من المهنين.

وأوضح محمد بنمنصور، أن الوفود الإسرائيلية كانت تأتي سنويا وكل أسبوع في هذه الفترة من نهاية السنة، لكننا نشهد اليوم غياب عدد كبير منهم، ما عمق جراح المهنيين في قطاع النقل السياحي، وتابع قائلا: “يجب أن ننتظر إلى غاية رأس السنة لنرى إن كان نبض هذا القطاع سيتجدد أم لا”.

معاناة خفية

وأشار محمد بنمنصور، إلى معاناة المهنيين والفاعلين السياحيين المستفيدين من الزيارات الإسرائيلية والوفود الدينية، مبرزا أن عددا مهما منهم يروج أنشطته بفضل هذه الزيارات، التي كانت تدر عليهم دخلا اقتصاديا هاما، وتنشط الحركة الاقتصادية بالعديد من المناطق بالمغرب.

وبالموازاة مع الجهود التي أعلن عنها المكتب الوطني للسياحة ووزارة السياحة، أشار محمد بنمنصور، أن المهنيين يعيشون اليوم على أمل هذه المجهودات وعلى أمل أن تعطي أكلها، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بعمل جبار وكبير في تسويق المنتوج المغربي والسياحة المغربية.

ضبابية وتخوف

من جهة أخرى، أكد مصدر مهني مطلع ل”آش نيوز”، أن المغاربة اليهود الذين تربطهم علاقة وجدانية بالمغرب، وجدوا صعوبة في المشاركة في التظاهرات الدينية التي تنظمها الطائفة اليهودية المغربية كل سنة، والتي تدخل في إطار تثمين الذاكرة العبرية واحتوائها، إذ أصبح التخوف مسيطرا عليهم مباشرة بعد حرب غزة تل أبيب، إذ ألغوا جميع الحجوزات، سواء من كانوا يرغبون في السفر إلى المغرب أو من يرغبون في العودة إلى ديارهم بسبب توقف الطيران من وإلى تل أبيب”.

وبخصوص الأزمة السياحية التي خلفها إلغاء الحجوزات، أكد المصدر ذاته، أن وكالته فقدت 8 مجموعات تتكون من وفود دينية إسرائيلية، ما أثر بشكل سلبي على وضع الوكالة، مبرزا أن الانتعاشة في السوق اليهودية تكون خلال شهر أبريل إلى غاية شهر دجنبر، لكن الوضع تغير هذه المرة وأصبح المهنيون يعيشون في ظل ضبابية وانعدام وضوح الرؤية المستقبلية.