رغم نواقيس الخطر التي دقتها العديد من الجمعيات الحقوقية، بخصوص استنزاف الأفوكادو للفرشات المائية في عز الجفاف الذي تشهده المملكة، بلغت صادرات هذه الفاكهة خلال الشهر الأول من السنة الجارية 2024، 45 ألف طن، وفق ما أفاد به عبد الله اليملاحي، رئيس جمعية الأفوكادو المغربية.
وأوردت صحيفة “فريش بلازا” الإسبانية، تصريح اليملاحي بأن “المغرب 30 ألف طن من الأفوكادو، في حدود 7 يناير الماضي، ووصل إلى ذروة الإنتاج والطلب خلال الأسبوع الثاني من الشهر ذاته، بما يتراوح بين 42 و45 ألف طن من الصادرات، أي 70 بالمائة من الهدف المحدد في 60 ألف طن لموسم 2023-2024”.
وتابع المتحدث ذاته، في جوابه عما إذا كان يتوقع فرض قيود على إنتاج الأفوكادو بالمملكة بسبب الجفاف الشديد، قائلا: “لقد اتخذت الحكومة بالفعل قرارا يقضي بوقف الدعم المالي لمرافق الري الخاصة بأشجار الأفوكادو، ونفذته.. لا أعتقد أن القيود ستتجاوز هذا الإجراء، لأن الجفاف يضرب جنوب المملكة بشدة عكس شمالها، حيث تقع معظم المحاصيل، وتتمتع المنطقة بهطول أمطار جيدة واحتياطيات ضخمة من المياه الجوفية”.
تصدير رغم الإجهاد المائي
وتأتي هذه المعطيات، في وقت يعيش فيه المغرب حالة إجهاد مائي، دقت إثره المندوبية السامية للتخطيط ناقوس الخطر، مطلع يناير 2024، متوقعة تأثير عجز التساقطات، المسجل منذ ما يزيد عن السنتين والحرارة الاستثنائية، سلبا على مردود المحاصيل في 2024، وتقلص عرض المنتجات الزراعية في السوق المحلية مع ارتفاع أسعارها، ما بات يسائل الحكومة حول مدى جديتها في تدبير أزمة الجفاف غير المسبوقة.
وكان الملك محمد السادس، قد حث الحكومة على التعامل بجدية في مواجهة “الإجهاد المائي الهيكلي”، الذي تعانيه المملكة، وذلك في خطابه بمناسبة افتتاح أشغال البرلمان أكتوبر الماضي، موردا “ندعو لأخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، سيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول”.
التعليقات 0