خلدت عائلة الفنان الأمازيغي الراحل عموري مبارك الذكرى التاسعة لرحيله إلى دار البقاء، يوم السبت 17 فبراير 2024، بالمركب الثقافي أكدال بمدينة الرباط، بحضور عدد من المناضلين والخبراء والفنانين الأمازيغ، الذين أشادو بمجهودات الراحل، ومساهمته في القضية الأمازيغية والثقافة الأمازيغية من خلال المجموعات الغنائية التي كان يقودها وتجويده لمعاني الفن الأمازيغي.

رمز النضال 

وعلى هامش الندوة التي نظمت بمناسبة تخليد ذكرى الراحل عموري مبارك، أكد حسن ادبلقاسم، الفنان والمناضل الأمازيغي، أن “مناسبة تخليد ذكرى الراحل عموري مبارك، مناسبة لتسليط الضوء على عدد من القضايا المهمة التي ساهم فيها، مبرزا أنه رمز النضال الفني والثقافي الأمازيغي في نفس الوقت، ومعتبرا أن هذا الاحتفتاء فرصة لإحاطة الجيل الجديد بالدور الذي قام به الراحل، خاصة في الجانب المتعلق بالنهضة الثقافية الأمازيغية، وكذلك من أجل الإعتراف بالهوية المغربية وبالثقافة المغربية”.

معرض صور عموري مبارك

وفي نفس السياق، أشار ادبلقاسم، في تصريحه لـ”آش نيوز“، أن هذه المناسبة فرصة أيضا للاحتفاء بتطور القضية الأمازيغية، مبرزا في تعليقه حول أول احتفال للمغاربة يوم 13 يناير الماضي، برأس السنة الأمازيغية كعيد رسمي، أن التاريخ المغربي قبل هذا الحدث كان تاريخا مقطوعا، وقد أضيفت إليه أزيد من 970 سنة، ما أجج رغبة الباحثين للبحث والكشف وتحريك الثقافة الأمازيغية أكثر فأكثر.

اعتراف مع وقف التنفيذ

من جانبه، أشاد أحمد عصيد، المفكر والباحث الأمازيغي، بالجهود التي بذلها الراحل عموري مبارك في الترويج للثقافة الأمازيغية بفنه المميز والمنوع، مبرزا في حديثه أن الأمازيغية اليوم تعيش وضعية اعتراف بالمغرب، ولكن يجاوره وقف التنفيذ. وأضاف قائلا: “هناك مجموعة من النصوص القانونية والمرجعيات والاعترافات الرسمية، ولكن بدون فعالية واقعية تتمثل في غياب تعميم تدريس اللغة الأمازيغية، إضافة إلى وجودها الضعيف في المؤسسات العمومية والعديد من الإشكالات الأخرى”.

وأضاف عصيد، في تصريح خص به موقع “آش نيوز“، أن وضعية الأمازيغية في المغرب تستوجب تقدم هذا الورش من خلال العمل المؤسساتي والرفع من فعالية هذه اللغة وتعميمها في المدارس الابتدائية، إضافة إلى تعزيز حضورها الإعلامي، وعلى صعيد الإدارة العمومية التي لازالت لا تقوم بالمراسلات باللغتين الرسميتين، هذا إضافة إلى عدد من القطاعات الأخرى”.

يذكر أن الفنان عموري مبارك، ازداد سنة 1951 في بلدة ايركيتن، بإقليم تارودانت، التي قضى فيها طفولة قاسية، بين جدران إحدى المؤسسات الخيرية، وقد بدأ الراحل مساره الفني رفقة مجموعة “سوس فايف”، التي كانت تؤدي إضافة إلى الأغاني الأمازيغية، أغاني بالفرنسية والإنجليزية. ويعتبر عموري مبارك أول فنان أمازيغي يوظف نغمات “القيثارة” في الأغنية الأمازيغية التي تعتمد أكثر على آلة لوتار والرباب. ووافته المنية بتاريخ 14 فبراير 2015، بمدينة الدار البيضاء.

مزيد من التفاصيل في الفيديو التالي من إنجاز أشرف دحان: