احتضنت سينما “ميغاراما” بالدار البيضاء، مساء أمس الثلاثاء 27 فبراير 2024، العرض ما قبل الأول للفيلم السينمائي المغربي “المحكور ماكيبكيش”، لمخرجه الشاب المغربي البريطاني، فيصل بوليفة، وإنتاج مشترك مغربي فرنسي، بحضور أبطاله ومنتج الفيلم، استعدادا لعرضه بالقاعات السينمائية المغربية ابتداء من اليوم (الأربعاء) 28 فبراير 2024.

قصة الفيلم 

وتتمحور فكرة الفيلم حول الحرمان العاطفي الذي يقود إلى البحث عن إشباع الرغبات بطرق منحرفة عن السياق الطبيعي، إلى جانب معالجته نظرة المجتمع للأم العازبة، التي جسدت دورها ممثلة غير محترفة، في دور فاطمة الزهراء، التي أنجبت ابنها نتيجة علاقة غير شرعية أثناء امتهانها الدعارة لإعالة ابنها سليم، البالغ 17 عاما، حيث تنتقل من مدينة إلى أخرى هربا من ألسنة الناس التي تلاحقها، وتتعرض للاعتداء الجسدي والسرقة من أحد زبائنها، فتقرر العودة إلى حضن أسرتها، لكنها لا تجد الترحيب لديها ويفتضح سرها أمام ابنها الذي اكتشف حقيقة مهنة والدته، وأنه مجهول الأب.

وأمام صدمة الحياة ودواماتها وهروب الأم والابن من واقع الفقر والمحاسبة من طرف الأهل والرفض في المجتمع، سيسافران إلى طنجة حيث تحاول الأم العمل في إحدى شركات صناعة الملابس، لكنها لن تتمكن من الاستمرار بسبب شروط العمل الصارمة، وستعود إلى بيع جسدها كي تكسب قوت يومها، وسيفعل الابن الشيء ذاته كي يكسب قوته بعد أن دخل في علاقة حميمية مع فرنسي.

إلهام واقعي

وأكد فيصل بوليفة، مخرج الفيلم، في تصريح لـ”آش نيوز“، أنه استلهم الأفكار والمواضيع في الفيلم، من والدته، مشيرا إلى أن قصة العمل قريبة منه ومن محيطه العائلي، وموضحا أن فيلمه يعالج قصة واقعية لابن كبر دون التعرف على والده ومحروما من عطفه، لكنه وجد في المقابل أمه إلى جانبه، التي كان قريبا منها، لكنه ظل رغم ذلك في رحلة بحث عن “العاطفة” التي طالما كان بحاجة لها.

فيصل بوليفة

وبخصوص اعتماده على ممثلين غير احترافيين، كشف فيصل بوليفة، أنه يعتمد دائما في الأفلام التي يقدمها على ممثلين هاوين، وليسوا محترفين، لذلك بدأ “الكاستينغ” ثمانية أشهر قبل الشروع في التصوير، وتجول في مدن مغربية عدة للبحث عن وجوه تقنعه على مستوى التشخيص.

بين الإشادة والإنتقاد 

من جانبه، أشاد كريم الدباغ، منتج الفيلم، بموهبة فيصل بوليفة، مشيرا إلى أن فيصل لم يعش في المغرب كثيرا لكن جميع تفاصيل الفيلم مغربية بامتياز، منوها بموهبته الكبيرة في نقل القصة وسردها، وهو ما أعجبه في السيناريو خلال اطلاعه عليه.

كواليس التصوير

واعتبر كريم الدباغ، في تصريحه لـ”آش نيوز“، أنه بالرغم من الانتقادات التي طالت الفيلم، بعد عرضه في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، إلا أن الفنان لا يمكن أن يمنح قصة لا يشعر بها أو عاشها، معتبرا أن التعاطف مع الشخصيات أو العكس، يعود إلى المشاهد، وهو ما يعكس جمالية الفن ويخلق النقاش حول العمل.

جدير بالذكر أن فيلم “المحكور ما كيبكيش” لمخرجه فيصل بوليفة، سبق وأثار جدلا وانتقادات بين الجمهور الذي حضر عرضه خلال فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ23، وذلك بسبب المشاهد التي تضمنها، والتي جسدت الشذوذ الجنسي، إضافة إلى الدعارة التي أشار إليها المخرج في فيلمه.

من جانب آخر، تلقى الفليم مجموعة من الإشادات بسبب احترافية سرد القصة وتفاصيلها إضافة إلى واقعيتها، التي أبرزت أن الشذوذ الجنسي في بعض الأحيان لايكون اختياريا بل تؤدي إليه الظروف.

مزيد من التفاصيل في الفيديو التالي من تصوير إلياس بواخريص: