بدأ التونسيون يفقدون الأمل بتحسن الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس قيس سعيد، خاصة مع ازدياد مخاوفهم بخصوص الأمن الغذائي، وتراجع معدلات التفاؤل الاقتصادي ب14 نقطة مائوية منذ 2021.

تراجع الثقة

وقال ثلثا التونسيين، إنهم لم يجدوا الطعام لمرة واحدة على الأقل في آخر شهر، حسب نتيجة استطلاع قام به الباروميتر العربي في تونس في 2023، وشمل أكثر من 2400 شخص، قابلهم مكتب البحث الشهير وجها لوجه في الفترة بين 13 شتنبر و4 نونبر الماضيين، ليستطلع آراؤهم بخصوص العديد من القضايا، من بينها الاقتصاد والثقة بالحكومة والأداء الحكومي والعلاقات الدولية والمعايير الجندرية ووضع المرأة والبيئة.

وحسب نتائج استطلاع الباروميتر العربي، فقد أعرب أكثر من ثلث التونسيين عن ثقتهم في الحكومة، في حين يثق أقل من ربع المستجوبين في البرلمان، مقابل ثلاثة أرباع أبدوا الثقة في الرئيس قيس سعيد، بتراجع بلغ ست نقاط مائوية منذ سنة 2021، تاريخ آخر استطلاع قام به مركز البحث نفسه في تونس.

انتشار الفساد

وقال أكثر من 90 بالمائة من المستجوبين، إن الفساد منتشر في المؤسسات الوطنية بدرجة كبيرة أو متوسطة، وهي النسبة التي لم تتغير على مدار السنوات الثماني الماضية، في الوقت الذي عبر النصف تقريبا عن رغبته في الهجرة، خاصة من بين الشباب والأشخاص الأفضل تعليما.

ولا يرى التونسيون أن هناك تراجعا كبيرا في حقوقهم السياسية. إذ يرى 7 من كل 10 أشخاص، أنهم يتمتعون بالحق في حرية التعبير، كما أكد 8 من كل 10 أشخاص على أن الديمقراطية، لا تزال نظامهم السياسي المفضل، رغم مشاكلها. إذ يربط 7 من كل 10 أشخاص بين الديمقراطية والنتائج الاقتصادية الهزيلة، وانعدام الاستقرار وعدم الحسم.

تفضيل المساواة

وحسب استطلاع الباروميتر العربي، الذي اطلع “آش نيوز” على التقرير الخاص به، يفضل التونسيون المساواة بين النساء والرجال في المجالين الخاص والعام، إذ أكدت أغلبية كبيرة للغاية على ضرورة أن يكون للنساء نفس حقوق الرجال، مع تفضيل وجود حصص للنساء من الحقائب الوزارية ومقاعد البرلمان، رغم أنهم يرون أن هناك معيقات كثيرة تعترضهن، منها غياب فرص العمل الكافية وعدم توفر خدمات رعاية الأطفال، إضافة إلى مواجهتهن مستويات كبيرة من التحرش في أماكن العمل.