آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV18 مايو 2025 - 07:30

باحث: الأحكام المسبقة ظاهرة تميز المجتمعات المتخلفة

خالد التوزاني

أكد الدكتور خالد التوزاني، باحث أكاديمي ومتخصص في التصوف والأدب والنقد والجماليات، أن الأحكام المسبقة تمثل أحد الظواهر الاجتماعية الأكثر انتشارا في التجمعات البشرية قديما وحديثا، وهي منتشرة بشكل كبير في المغرب، والمقصود بها الاعتقاد بأفكار وتصورات حول موضوع أو شخص، انطلاقا من مصادر غير موضوعية، مثل ما نسمعه عن ذلك الموضوع أو الشخص، أو تبعا لما نراه عليه من تصرفات في الظاهر، أو ما نجده مكتوبا عنه.

الاعتقادات المسبقة 

وأوضح خالد التوزاني، في تصريح لـ “آش نيوز“، أن هذه الاعتقادات المسبقة هي تمثلات ذهنية يحملها كل فرد حول العالم المحيط به، وغالبا ما تكون اعتقادات غير منطقية أو غير موضوعية، لا تمت للحقيقة بصلة، لأنها انعكاس لما نشعر به أو نفهمه، بعيدا عن حقيقة الشخص أو الموضوع، ولذلك تكثر هذه الأحكام المسبقة في المجتمعات المتخلفة أو الأقل تعليما والأقل وعيا، والأقل استعمالا للعقل والبرهان والتجربة.

واقع وتجربة

وأبرز خالد التوزاني، أن “المجتمعات المتخلفة تميل إلى الحكم على العالم والمحيط انطلاقا من الظاهر، ودون الغوص في التفسير العلمي والموضوعي والتأويل، أو محاولة الفهم بناء على الواقع والتجربة، وهذا يعني استمرار تلك الأحكام الخاطئة، والتي تكون لها آثار سلبية على معرفة الذات والآخر، وتقلل من فرص التواصل الفعال والمثمر، إذ تصبح عراقيل حقيقية أمام كل تواصل أو تفاعل مع الآخر، وبذلك تتجاوز تأثيراتها السلبية ما هو نفسي،إذ لا تقتصر هذه الأحكام على النظرة للآخرين، بل تشمل أيضا النظر إلى الذات، وكل معرفة خاطئة حول هذه الذات ستؤدي إلى نتائج وخيمة على مستوى تمثل الذات مثل الغرور أو تبخيس الذات، ومثل التكبر أو المذلة، ومثل القطيعة…إلخ”.

أثر وخيم 

وبخصوص تبعات الأحكام المسبقة، خاصة في المجتمع المغربي، أكد خالد التوزاني، أن “التبعات تتمثل في العلاقة مع الآخر والمحيط، إذ تتحول تلك العلاقة إلى علاقة متوترة وغير سليمة، ومليئة بسوء الظن وفقدان الثقة وترقب الشر من الجميع، ولذلك يتم تأطير هذه الظاهرة وعلاجها من زاويا مختلفة يتداخل فيها ما هو نفسي واجتماعي وثقافي وديني، وعلى امتداد مسار الإنسان التعليمي، ومساره في الحياة، فالخبرات اليومية والتجارب تعلم الإنسان الصبر وعدم مؤاخذة الناس والتماس العذر لهم، الشيء الذي يعني تنقية الفكر من كل حكم مسبق، والتعامل مع الآخرين بعقلية صافية تسمع قبل أن تحكم وترى قبل أن تصف وتنطق بعد أن تعرف، فتكون على بينة ولا تظلم أحدا، وهذا هو معنى القلب السليم، يقول الباحث.

الارتقاء بالتفكير

واستنكر خالد التوزاني، كيف باتت هذه الظاهرة تطفو في السنوات الأخيرة بشكل كبير، قائلا: إن “إطلاق أحكام باطلة في حق الآخرين دون دليل أو تبرير يمثل خلقا سيئا، وتصرّفا غير لائق يعبر عن الطيش والتهور. ومثل هذا السلوكيات لا تليق بالإنسان العاقل، فضلا عن الإنسان المسلم، فالأديان جاءت لتعليم الإنسان مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، والتربية عموما تستهدف الارتقاء بالتفكير الإنساني ليكون عقلانيا ومنطقيا، ولذلك فإن إطلاق الأحكام وتعميمها دون برهان هو نوع من الاضطراب العقلي والنفسي وغياب التوازن في الشخصية”، مضيفا أن الأشخاص الذين لديهم أحكام مسبقة عادة ما يعيشون على إيقاع الغضب والتوتر والقلق بسبب تأويلهم لسلوك الآخرين وتحميل الكلام فوق ما يطيق، فيرون أنفسهم أذكياء أكثر من الآخرين، ويرون الشر في الآخر، فيخافون من أنفسهم ومن العالم، ولا يثقون في أحد.

Achnews

مجانى
عرض